اليوم ذكرى رحيل الشاعر التونسي الكبير أبو القاسم الشابي، حيث رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 9 أكتوبر 1943. نال اسمه شهرة واسعة في الوطن العربي حتى أن طلاب المدارس حفظوا قصائده رغم ذلك. والحقيقة أنه توفي في سن مبكرة عن عالمنا عن عمر يناهز الخامسة والعشرين.
ولد أبو القاسم بن محمد بن أبي القاسم بن إبراهيم الشابي سنة 1909 ببلدة الشابة بولاية توزر. والعدل كان يقضي وقته بين المسجد والمحكمة والبيت. وكان لهذا التعليم تأثيره على حياة الشابي. حفظ القرآن الكريم، ثم التحق بجامعة الزيتونة سنة 1920، وتخرج فيها سنة 1928. ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة الزيتونة بتونس، وحصل منها على ليسانس الحقوق سنة 1930م.
وعرف الشابي أن قلبه مريض، لكن أعراض المرض لم تظهر عليه بشكل واضح حتى عام 1929. أراد والده أن يتزوجه، لكن أبو القاسم الشابي لم يجد سبيلاً للصلح بين والده. مرغوب فيه مع متطلبات حالته الصحية وبدلاً من ذلك استشار الطبيب في ذلك، وذهب الشابي مع صديق زين العابدين السنوسي لرؤية الدكتور. محمود الماطري لاستشاري سنوات في ذلك الوقت، ود. وشرح الماطري للشاب حالة مرضه ولم تعرف حقيقة هذا المرض. على أية حال، حذر الدكتور الماطري الشابي من آثار الضغوط الفكرية والجسدية، وبناء على رأي الطبيب وتنفيذا لرغبة والده، قرر الشابي الزواج والزواج.
ويبدو أن “الشابي” أصيب بمرض في القلب منذ الصغر، وأنه كان يشكو من تورم وفتح في قلبه، إلا أن حالته ساءت فيما بعد بسبب عوامل مختلفة، من بينها التطور الطبيعي للمرض مع مرور الوقت وكان في الأصل سوء البنية، بما في ذلك الظروف المعيشية التي كان فيها طفلاً، بما في ذلك الظروف السيئة المحيطة بالطلاب بشكل عام في مدارس الزيتونة الداخلية، بما في ذلك الصدمة التي تلقاها بوفاة حبيبته الصغيرة، وفوق ذلك إهماله لنصائح الأطباء. الاعتدال في حياته الجسدية والفكرية، بما في ذلك زواجه فيما بعد.
ولم يتبع الشعبي نصائح الأطباء سوى التوقف عن الجري والقفز وتسلق الجبال والسياحة، ولعل الألم النفسي الذي تعرض له من الضرب كان أسوأ مما كان عليه عندما مارس أنواعا معينة من الرياضة باعتدال.
ساءت حالته في نهاية سنة 1933، واشتد الألم، فاضطر إلى البقاء في السرير لفترة، إلى أن انتهى فصل الشتاء البارد وجاء الربيع، ذهب الشابي نا همة (حمة توزر) ليسأل للراحة والتعافي. لمرضه المجهول، واحتفظ الأطباء بمهنته بالكتابة والقراءة.
- "فى أثر عنايات الزيات" لإيمان مرسال بالقائمة الطويلة لجائزة المؤسسة الأمريكية للترجمة
- الحكم بالسجن على رجلين باعا أعمال دالى وبيكاسو المزيفة مقابل 3 ملايين دولار
- "روايات تعاند الريح" و"الأقصوصة" إصدارات جديدة عن المجلس الأعلى للثقافة
وفي النهاية، أصبح المرض مرهقًا للرعاية المنزلية في المستقبل، فغادر الشابي توزر إلى العاصمة في 26 أغسطس 1934. وبعد إقامته بضعة أيام في أحد فنادقه وحمام الأنف، أحد أماكن الاسترخاء شرق مدينة تونس، نصحه الأطباء بالذهاب إلى ضاحية أريانة التي تبعد حوالي خمسة كيلومترات. وإلى الشمال الشرقي من مدينة تونس يوصف بالهواء الجاف، لكن حالة الشابي استمرت في التدهور وحالته. وظل المرض مجهولا عند أغلب الناس، أو كما هو مجهول، ولم يزل الناس يتساءلون عن مرضه: هل هو السل أم أمراض القلب؟
- "فى أثر عنايات الزيات" لإيمان مرسال بالقائمة الطويلة لجائزة المؤسسة الأمريكية للترجمة
- ماذا يقرأ الغرب؟.. روايات تصدرت قائمة الأكثر مبيعًا فى الولايات المتحدة
- الحكم بالسجن على رجلين باعا أعمال دالى وبيكاسو المزيفة مقابل 3 ملايين دولار
توفي أبو القاسم الشابي في المستشفى يوم 9 أكتوبر 1934.