اتكلم عربى.. العقاد يصف العربية بـ"اللغة الشاعرة"

تعتبر اللغة العربية من أبرز اللغات العالمية. يتحدث بها أكثر من 400 مليون شخص في جميع أنحاء العالم من مبادرة “أنا أتكلم العربية”، نجد أن هناك العديد من الأعمال الإبداعية المميزة التي تحدثت عن أهمية اللغة العربية في مختلف العصور والأزمنة.

ويقول عباس محمود العقاد في كتابه “اللغة الشعرية” عن لغة الضاد: “إن اللغة الشعرية ليست اللغة العربية”. وأدبهم الذي يوصف بأنه لغة شعرية تختلف عن لغة الضاد، أو لغة البدو، أو اللغة العربية.

ويضيف: وقد سبق أن بينا أننا لا نقصد باللغة الشعرية ما يوصف أحيانا باللغة الشعرية، فالكلمة قد تكون شعرية ومناسبة للبنية في مكانها في السمع، لكنها مع ذلك لا تتبع مجرى الشعر. لا. في أصله ووزنه واشتقاقه، بل كأنه غذاء يصلح لإقامة البنيان، لكنه ليس في ذاته بناء حيا، ولا لحما ودما تخرج منه الأجساد. يتكون الناس الأحياء.

ويتابع: وكذلك لا نقصد باللغة الشعرية أنها لغة يكثر فيها الشعر والشعراء، لأن كثرة الشعراء تعتمد أحيانا على كثرة المتكلمين باللغة، فلا والعجب أن أمة ينتمي إليها خمسون مليوناً أكثر شعرية من أمة ينتمي إليها عشرة ملايين، مع أنه لا توجد ميزة في لغتها تتفوق على اللغات الأخرى، ولا عجب أن يكثر الشعر والشعراء في بلد واحد. فاللغة لا تصلح للتعبير في مختلف المواضيع التي تعالج تعبيرا منظما أو نثريا.

ما نريده من اللغة الشعرية هو أن تكون لغة مبنية على نمط الشعر في أصوله الفنية والموسيقية، فهي في مجملها فن ذو نظام منسق من الأمتار والأصوات، لا ينفصل عن الشعر في الكلمات التي هي عليه. مجمعة من كلام الشعراء وليس من كلامهم.

وتتجلى هذه الخاصية في اللغة العربية من بنية حروفها منفصلة، ​​إلى بنية مفرداتها منفصلة، ​​إلى بنية سطورها وعباراتها، إلى بنية أدوات العطف والتفعيلات في بنية القصيدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top