هذه الأيام تمر علينا الذكرى الـ51 لنصر أكتوبر المجيد، حيث تمكن رجال القوات المسلحة البواسل من عبور خط بارليف المنيع والتوغل في عمق أراضي سيناء الحبيبة لاستعادة الأرض، واستعادة الهيبة، يكتب النصر الأول للعرب على الكيان الصهيوني، والقضاء على أسطورة الجيش الذي… الذي لا يقهر، مساء السادس من أكتوبر، الموافق العاشر من أكتوبر. رمضان كيف كانت الظروف يوم 5 أكتوبر، أي قبل 24 ساعة كاملة من اندلاع الكفاح التحريري؟
- عماد الدين زنكي.. حكاية قائد سبق صلاح الدين في محاربة الصليبيين
- عامر طهبوب يوقع كتابه "أرض الحرية" فى معرض الجزائر للكتاب
- "الشعر والهوية".. قصور الثقافة تفتتح المؤتمر الأدبي 24 لإقليم القاهرة
ويقول المؤلف سعيد الشحات في موسوعته “ذات يوم”: “لم يكن الوضع في إسرائيل مستعدا لقبول أن تبدأ مصر وسوريا حربهما بعد ساعات. المنطق نفسه كان سائداً في ظل الإدارة الأميركية وحكومتي لندن وباريس، ووفقاً لبنية «الطريق إلى رمضان». محمد حسن الزيات وزير الخارجية كان في نيويورك على موعد مع وزراء الخارجية كيسنجر الأميركي، ودوغلاس هوم البريطاني، والفرنسي جوبير، وفي اللقاءات كانت اللغة مختلطة. غطرسة الوزراء الثلاثة وإهمالهم للمطالب العربية المشروعة مقابل انحيازهم الواضح لإسرائيل.
- "الشعر والهوية".. قصور الثقافة تفتتح المؤتمر الأدبي 24 لإقليم القاهرة
- هل لا يزال لدينا أدب المهجر؟
- آلفين توفلر مؤلف "صدمة المستقبل".. كيف أصبح الأكثر مبيعا فى العالم؟
أما على المستوى الأمامي، فينقل الشحات على لسان الفريق سعد الدين الشاذلي ما حدث صباح “5 أكتوبر”، كما يكشف في مذكراته “حرب أكتوبر” قائلا: ” دخلت أنا اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث إلى مركز قيادته فوجد نفسه يراجع الخطاب الذي كان سيلقيه لجنوده، وعندما بدأ القتال عرض عليّ ذلك وأخبرني برأيه فقلت له: هذا ممتاز، ولكني لا أتصور أن يسمعه أحد، ولا ينبغي لأحد أن يستمع أو يستمع لأحد، فضلا عن هذه الخطبة الطويلة.
وأكد “الجمسي”: من الرصد المستمر لنشاطات العدو وبعلم المخابرات العسكرية توصلنا إلى قناعة بأن العدو لم يكشف عن نوايانا الهجومية حتى تلك اللحظة، لكن الساعات القليلة المتبقية تعتبر حساسة الفترة التي يستطيع فيها العدو أن يستخدم قوته الجوية ضدنا أو ضد سوريا. ويضيف الجمسي: “في حوالي الساعة الثانية عشرة ظهر اليوم 5 أكتوبر في مثل هذا اليوم 1973م، وصل الفريق أحمد إسماعيل. سألني وزير الحربية، وكان هذا هو السؤال الثالث خلال نفس اليوم، عن موقف العدو، وأذكر أنني قلت له: “السيف سبق دفاع إسرائيل، لقد فات الأوان لكي يتمكن العدو فعلياً من القيام بعمل عسكري.”
أما الرئيس السادات فقد كان النوم صعبا عليه ليلة 5 أكتوبر، فتناول مسكنا حتى ينام ولو لساعات، لأن “غدا ينتظرنا يوم فظيع رهيب” على حد تعبيره. وهو ما ينقله محمد حسنين هيكل في كتابه «73 أكتوبر – السلاح والسياسة». وهذا اللقاء صورة مشجعة للفريق سعد الدين. وقام رئيس أركان الجيش الشاذلي بزيارة مواقع الجيش منذ صباح 5 أكتوبر للتأكد من أن كل شيء يسير على ما يرام. وكانت الصورة مشجعة لأنه لم تكن هناك أي إشارة من إسرائيل إلى أنها تشعر بأن الحرب قادمة بعد ساعات.