مفاهيم أساسية في الإسلام.. الإسراف – اليوم السابع

ونواصل مع سلسلة المفاهيم الأساسية في الإسلام، خاصة تلك التي نتعامل معها ونسمع عنها، ومن بينها مفهوم “الإسراف”، ولهذا نعتمد على كتاب “موسوعة المفاهيم الإسلامية العامة” الذي يتحدث عن الإسراف بواسطة دكتور. نعمت عبد اللطيف عاشور.

الإسراف

لغوياً: يتجاوز الحد في كل عمل يفعله الإنسان، ولذلك يقال كان مسرفاً في ماله، مسرفاً في القول، مسرفاً في القتل وسفك الماء: ما ذهب منه لم يسقى ولم يكن له نفع لا. في حالة الوسيط.

اصطلاحاً: تجاوز الحد في إنفاق المال، وقيل: تارة بالقدر، وتارة بالكيفية. وقد ذكر الفقهاء أن الإسراف فيه حالتان:

1- أن يقع الإنفاق على الحرام.

2 – أن يكون الإنفاق على ما هو مباح من حيث الأصل، وليس على الوجه الشرعي، مثل إنفاق المال الكثير في غرض وضيع، كما لو وضعه على ما يجوز له، ولكن فوق الاعتدال والمبلغ. من الحاجة.

وقد أشارت الآيات القرآنية إلى الإسراف والمسرفين في واحد وعشرين موضعاً.

أولاً: انشغل أكثر من نصفهم بالإهمال والإهمال في واجب طاعة الله وعبادته، وتجاوز حدود تلك الطاعة، وهم:

1 – بإسراف العباد على أنفسهم في الذنوب والمعاصي، في قوله: “قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله” الزمر: 53، “ربنا واغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا». آل عمران: ١٤٧.

2 – كثرة الضلال والانشغال بالأهواء وعدم الإيمان بكلام الله وآياته الواضحة في قوله: “وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه” طه: 127. و قوله: «فَيَذْرِ اللَّهُ الْمُسْرِفِ الْمُرْتَبِ» (غافر: 34).

3 – الإسراف في المعصية، والإجرام، والعدوان، وقتل الأنبياء والمرسلين، في قوله: {ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين}. الأنبياء: 9، وقوله: «ثم أسرف كثير ممن في الأرض»: 32، وقوله: «كذلك عدل المسرفين». } يونس: 12، وقوله {ولا تطيعوا أمر المسرفين} الشعراء: 151، وقوله: “هل ننزع عنكم الذكر إن كنتم قوما مسرفين؟” :5 وقوله: «الذاريات مع المعتدين».

4 – الإسراف في تجاوز حدود كل شيء والانحراف عن الفطرة، كما قال لوط لقومه: “بل أنتم قوم مسرفون: 81”.

5 – لقد وضع القرآن فرعون على رأس المسرفين لأنه تجاوز حد الظلم والإجرام إلى حد ادعاء الألوهية، في قوله: “وإن فرعون يستكبر في الأرض وإنه لمن” المفرط.” يونس: 83.

ثانياً: كما بينت الآيات أن انتهاك الحقوق والواجبات يسمى إسرافاً، وهو ما حرمه الله تعالى.

1 – فيما يتعلق بحق القصاص في قوله: “ومن قتل بغير حق فقد جعلنا وليه أن يقتل إنه كان منصورا”.

2 – أما حقوق الأيتام في قوله: (ولا يكثروا من الأكل فيكبروا) (النساء: 6).

3 – وعن حق الزكاة على الزروع والثمرات في قوله: “وآتو دينه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين” (الأنعام: 141).

4 – وأما حق الأكل والشرب: {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا. إنه لا يحب الإسراف. الأعراف: 31. إن الله تعالى لا يحب المسرفين المسرفين. حدود الله في الحلال والحرام.

أكدت الأحاديث النبوية تحريم الإسراف في الإنفاق، عن أبي أمامة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إياكم والإسراف في المال والنفقة، وعليكم بالاقتصاد، فإنه لا قوم من الناس) ولم يكونوا فقراء قط إذا كانوا مقتصدين) رواه الديلمي.

كما حدّد صلى الله عليه وسلم الإسراف في الأكل بقوله عن أنس: (إن من الإسراف أن تأكل ما تشتهي) رواه ابن ماجه. وقوله في عائشة (أكثر ما يأكل كل يوم إسراف) رواه البيهقي في شعب الإيمان.

لقد حرم الإسلام أنواع الإسراف، الذي هو انحراف عن الخسة والاعتدال في جميع أعمال الإنسان – ولو كان مباحاً – لأن الإسراف الاقتصادي يكون نتيجته خاصة: هدر الوقت والجهد والموارد، وفشلها – بالرغم من فاعليتها. الوفرة – لتلبية احتياجات الإنسان وتوفير السلع والخدمات اللازمة لإشباعها، مما يجعل الإسراف أحد الأسباب الرئيسية للمشاكل الاقتصادية التي يعاني منها العالم، والمتمثلة في عدم كفاية الموارد لتلبية احتياجات الناس. لتلبية الاحتياجات، وهو ما تؤكده الإحصائيات الدولية التي يقولها البعض. إصابة الناس بأمراض الشراهة. والسمنة، بينما يقتل الجوع أعدادا متزايدة من الناس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top