العدوان على لبنان.. تاريخ بلد شكل محورا فى الحضارات القديمة

يعيش لبنان إحدى أصعب لحظاته في تاريخه الحديث، بعد تصاعد الحرب الإسرائيلية عليه، وشروعه بضربات متتالية بهدف القضاء على قادة المقاومة هناك، لا سيما استشهاد القائد حسن نصر الله. من حزب الله الذي استشهد خلال إحدى الغارات الإسرائيلية في الجنوب والتي أعادت تلك الحرب ألف الرصاص. . شخص، وسط تقديرات بنزوح أكثر من نصف مليون لبناني من المناطق الجنوبية.

عدا الحرب، فبالرغم من أن التاريخ اللبناني قديم ويمتد إلى زمن الحضارة الفينيقية القديمة، إلا أن حضارات وشعوب مختلفة مرت بلبنان واستقرت فيه منذ عصر الفينيقيين، مثل قدماء المصريين، والآشوريين، والفرس، يونانيون ورومان وبيزنطيون وعرب، لكن لبنان المستقل لم يظهر إلا في العصر الحديث، قبل حوالي 80 عاماً، وظل طوال تلك الفترة جزءاً من الأراضي السورية.

وبحسب كتاب «دور الإدارة الأميركية والقوى الغربية في لبنان 1943-1961» للكاتب ياسر طالب الخزاعلة، فإن فكرة إقامة الدولة اللبنانية ذات الطابع المسيحي ظهرت برعاية فرنسية وبدأت في الظهور. تبلور نتيجة العلاقة الوثيقة بين زعماء الكنيسة المارونية وفرنسا، فيما رفض المسلمون هناك هذا التوجه. وعملوا على دعم حكومة الفيصل العربية، حتى قرار الجنرال غورو بفصل لبنان عن سوريا، معلناً قيام لبنان. جاءت دولة لبنان الكبير في 31 آب 1920. تأكيداً لرغبة فرنسا في إعطاء لبنان طابعاً مميزاً عن محيطه العربي.

لكن بعيداً عن التاريخ الحديث، فقد مر على لبنان القديم عدد من الحضارات العظيمة، وتعتبر حضارة التيبي أو كوبيك تيبي أقدم حضارة إنسانية، ومن أقدم الحضارات التي عرفها اللبنانيون عبر تاريخهم، حيث نشأت في منطقة الهلال الخصيب قبل الميلاد بـ 10 آلاف سنة، حيث عثر على آثار لها يعود تاريخها إلى 10 آلاف سنة قبل الميلاد، وتعتبر هذه الآثار أقدم التماثيل على الإطلاق تم العثور على سطح الأرض.

وكذلك الحضارة البابلية وهي من أعظم الحضارات في التاريخ والمعروفة في العصور القديمة بأرض سومر والتي وقعت بين نهري دجلة والفرات في العراق كانت مدينة بابل التي أسسها حمورابي عام 1763 ق.م. هزم حمورابي الآشوريين عام 1760 قبل الميلاد، وامتدت تلك الحضارة إلى منطقة الهلال الخصيب، بما في ذلك لبنان.

أما أشهر الحضارات التي قامت في لبنان القديم فهي الحضارة الفينيقية، وكانت من أعظم الحضارات على مر العصور. وقد شوهد في منطقة هلال الخطيب قبل عام 2500 قبل الميلاد، ويتفق العلماء عموماً على ذلك. تشمل المناطق الساحلية في شمال فلسطين ولبنان وجنوب سوريا الحالية. وأسس أصحابها إمبراطورية عظيمة، وأنشأوا العديد من المستعمرات التي وصلت إلى قرطاج في تونس الحالية.

لكن تلك الحضارة العظيمة اختفت أيضاً، إذ لم يكن الفينيقيون يميلون إلى إنشاء دولة قوية مثل البابليين والآشوريين والمصريين، بل انقسموا إلى عدة دويلات مدن، وساد التنافس بينهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top