وقد أطلق عليه البعض لقب فارس الرواية السريانية. وكانت الرواية بالنسبة له بمثابة ساحة مواجهة لسوريا وبكاء على طفولته الضائعة، كان الروائي والكاتب السوري الكبير خالد خليفة. واليوم الذكرى السنوية الأولى لوفاته، حيث وافته المنية يوم 30 سبتمبر 2023.
ولد خالد خليفة في حلب عام 1964، تخرج في كلية الحقوق عام 1988، وكان عضواً في المنتدى الأدبي في الجامعة، كتب خلاله قصائد وأعمال درامية وبعض الأفلام الوثائقية والأفلام القصيرة والطويلة، مثل مثل “باب المقام”. كما أسس مجلة ألف لأصدقائه في جامعة حلب.
- رحيل الفنان التشكيلى حلمى التونى عن عمر يناهز 90 عاما - اليوم السابع
- 22 فرعا.. فتح باب التقدم لجائزة الشارقة للاتصال الحكومى من جميع أنحاء العالم
صدرت روايته الأولى “حارس الخداع” عام 1993، بينما صدرت روايته الثانية عام 2000 تحت عنوان “دفاتر القربات”. أما روايته الثالثة “مديح الكراهية” فقد صدرت عام 2008 وحظيت باهتمام وسائل الإعلام حول العالم، وتُرجمت إلى العديد من اللغات.
وفي عام 2013، كان خالد خليفة في دائرة الضوء، عندما فازت روايته “لا للساكسونيين في مطابخ هذه المدينة” بجائزة نجيب محفوظ للأدب، وهي من أعلى التكريمات الأدبية في العالم العربي. “الموت عمل شاق”، وبعدها صدرت روايته “لم يصلي عليهم أحد” عام 2019، واحتفلت بها وسائل الإعلام الأجنبية مؤخرا، قبل رحيله. وقبل أشهر قليلة، وتحديداً في نوفمبر الماضي، أصدر كتاباً بعنوان “نسر على الطاولة التالية”، وهو عبارة عن سيرة ذاتية.
- عيون الحكمة.. سلسلة جديدة عن حركة التنوير بين الحضارات المختلفة
- رحيل الفنان التشكيلى حلمى التونى عن عمر يناهز 90 عاما - اليوم السابع
- قصور الثقافة تقدم عرض "ليالي المحروسة" على مسرح السامر
يتحدث خالد خليفة في كثير من أعماله عن سوريا بشوارعها وأزقتها ومعالمها التي شوه معظمها الفساد الإداري وصفقات المقاولين. ينعي المدينة من خلال موت أحلام شبابه، مجموعة من الموسيقيين والشعراء والراقصين الذين حاولوا إعادة الحياة إلى مدينة تحتضر، لكنهم كانوا على وشك خيبات أمل قاتلة ولم تتحقق، أصبح حبهم لم تعش القصص، ولم يصل مستقبلهم إلى الإنجازات التي تمنوها في رواياته، خالد خليفة لا يغادر وطنه سوريا. هذا هو قلب الحدث، سوريا التي عالقة بين فكي الحرب والدمار والخراب، لكن خليفة يرى أن ما يحدث الآن في بلاده هو جزء من المستقبل.
قبل أن يبلغ الستين من عمره، رحل مؤلف “مدح الكراهية” عن عالمنا، ومات في منزله وحيداً في دمشق. اتصلنا به مراراً ولم يرد، وأتينا إلى منزله فوجدناه ميتاً على الأريكة في مشفى العباسيين بدمشق، وقال الأطباء إن تشخيص الوفاة كان أزمة، وأفاد أصدقاؤه أنه سيتوفى. دفن في دمشق.