الذكرى الـ54 لرحيله.. جمال عبد الناصر البطل الذى مجده الشعب

ولم يحظ أي زعيم عربي خلال حياته وبعد وفاته بهذا الحب والتقدير الغزير من شعبه ومن جيرانه، إلا الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي أصبح الزعيم الخالد. وربما ليس غريباً على صورته في الوجدان الشعبي. أسطورة، صورة وضعته إلى جانب الأبطال. الشعبيون الذين كثيرا ما يتغنى بهم الوجدان الشعبي العربي مثل عنترة بن شداد وأبو زيد الهلالي.

ولا تقتصر صور عبد الناصر في الوجدان الشعبي على الأغاني التي خرج بها مطربو عصره لتمجيده. على العكس من ذلك، ليس هناك سبب على الإطلاق لتصويره كبطل شعبي تلك الأغاني والمغنيين في عصره التي لا تزال تسمع وترى حتى يومنا هذا، وأصبحت صورته أكثر تعلقا بالناس في العالم، في كثير من الأحيان. الحكايات الشعبية الصعيدية والشعر البدوي، في كل أنواع الأدب الشعبي المصري، نجد دائمًا عبد الناصر بطلاً. شائع.

أحب الناس عبد الناصر وتعلقوا به، قولاً وصدقاً، ولعل دفنه المهيب يعزز تلك المقولة، كانوا يأخذون من أحبوهم إلى السماء، ويعلقون عليه كل صور البطولة والشجاعة. وأصبح “ناصر” بمساعدة مشروعه الوطني الذي التف حوله الناس، وكاريزماه الكبيرة، حاكما وطنيا شعبيا، وقائدا وطنيا لا مثيل له في شعبيته، ونموذجا للبطولة والفخر. والكرامة الرجل الذي ظل مدافعا عن قضايا شعبه حتى آخر أيام حياته مما جعل الناس يكنون له كل التقدير والاحترام.

لقد انحاز عبد الناصر إلى الفقراء والبسطاء والمهمشين، كما يقف الأبطال معه دائما، فانحازوا إليه في كل مكان وزمان، وأصبح بطلهم الآمر، ولما لا، كان هو من ساندهم في أحلامهم، وحول أحلامهم إلى واقع، كان دائما صامدا، ولم يستسلم، رغم الهزيمة كان منتصرا مثل الأبطال الشعبيين على مبادئه رغم ذلك. كل شيء هو الذي… شخصيات يصعب الوقوف على الحياد معها، يبقى موقف تجاهه في ضمائرنا، فتصرفاته كبيرة وأخطاؤه جسيمة أيضا، لكن هذه الأيام لديه دليل على حسن النية.

ورسم ناصر خلال خطاباته خصائص العلاقة بينه وبين الشعب، وفي الوقت الذي لم يصل فيه التلفزيون إلى توزيعه في مصر، وبالطبع لم يكن هناك “سوشيال ميديا”، استطاع أن يبني جسور البناء. الثقة مع الناس وبناء علاقة جيدة مع شعبه تغلغلت في عقولهم بما كان عليه. تغذيه مشاعر الوطنية والقومية والشخصية المصرية القادرة على تحدي الأعداء.

صورة ناصر في ذاكرة الشعب صحيحة إذا كانت كل الصور المرسومة عنه، والقصص والأغاني التي لا يزال المصريون يرددونها عنه، ربما هي رسائل صادقة تعبر عن عظمة هذا الرجل، الذي عاش ومات عظيما، وسيبقى عظيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top