وما يقال عن فضائل اللغة العربية أنها لغة القرآن، ولم يعرف فيها بيان ولم تأخذ اللغة اتجاها جيدا مثل اللغة العربية في نطقها وحركاتها واختلاف أسلوب البناء اللغوي. توقف مثلا عند الجرس اللفظي في اللغة والأشعار التي كان ينشدها العرب القدماء، والتي بقيت وبقيت بفضل إمكانيات اللغة العربية.
يقول كتاب البداية والنهاية للحافظ ابن كثير: إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام أول من تكلم بالعربية فصيحا فصيحا، وأخذ كلام العرب من أسماء العرب. من أقام مع أمه هاجر في الحرم، كما سيأتي بيانه في موضعه إن شاء الله تعالى. لكن الله كلمه به بأعظم بلاغة ووضوح. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعمله أيضا.
ويعتبر سيدنا هود عليه السلام من أنبياء الله تعالى المشهورين الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم. يرى كثير من المفسرين أنه نبي عربي، لكن ماذا يقول التراث الإسلامي في ذلك؟
يقول كتاب البداية والنهاية للحافظ بن كثير تحت عنوان قصة هود عليه السلام: هو هود بن شاليخ بن أرفشاد بن سام بن نوح عليه السلام.
ويقال: هود: عابر بن سلخ بن أرباغشاد بن سام بن نوح.
ويقال: سماه هود بن عبد الله بن رباح بن الجارود بن عاد بن أوس بن أرام بن سام بن نوح عليه السلام وكان من قبيلة يقال لها: عاد بن أوس بن سام بن نوح، و. وهم عرب سكنوا الأحقاف، وهي جبال رملية، وكانوا باليمن من عمان وحضرموت، في أرض مطلة على البحر تسمى: الشحر، واسم واديهم مغيث.
غالبًا ما كانوا يعيشون في خيام ذات أعمدة كبيرة.
كما قال الله تعالى: “ألم تر كيف فعل ربك بعاد * إرم العماد؟” [الفجر: 6-7] وهو: عاد إرم، وهم عاد الأول.
وأما عاد الثاني فهو متأخر كما سيأتي بيانه في موضعه.
بخصوص الإعلان الأول: وهذا إعلان “إرم ذات أعمدة لم يخلق مثلها في الأرض”. [الفجر: 7-8] وهي : مثل القبيلة . وقد قيل هذا عمداً، والقول الأول هو الصحيح كما بيناه في التفسير.
ومن زعم أن إرم مدينة تدور حول الأرض، تارة في الشام، وتارة في اليمن، وتارة في الحجاز، وتارة في غيرها فقد أنكر القول وقال كلاماً لا دليل عليه ولا دليل يعتمد عليه. ، ولا يوجد مستند يمكن الاعتماد عليه.
وفي صحيح ابن حبان عن أبي ذر في حديثه الطويل الذي ذكر الأنبياء والمرسلين قال: فيهم أربعة من العرب: هود، وصالح، وشعيب، ونبيك يا أبا ذر.
ويقال أن هود عليه السلام هو أول من تكلم العربية.
وزعم وهب بن منبه أن أباه أول من تكلم بها.
وقال آخرون: أول من تكلم بها نوح.
وقد قيل: آدم أشبه قبل كل شيء، والله أعلم.
العرب الذين كانوا قبل إسماعيل عليه السلام يسمى: عرب العرب، وهم قبائل كثيرة منها: عاد، ثمود، جرهوم، طسم، جديس، أُميم، مدين، عملاق، أوبيل، جاسم، قحطان، بنو يقطان. وآخرون.
وأما العرب المسرابون: فهم من نسل إسماعيل بن إبراهيم الخليل.