حرب المماليك.. أيبك يقتل أقطاي

اليوم، الثامن عشر من سبتمبر، ذكرى تخلص عز الدين أيبك من فارس الدين أقطاي الجمدار، لينفرد بالسيطرة على المماليك. وقع هذا الحدث في عام 1254 م.

“أقطاي” مملوكي من أصل تركي اشتراه بدمشق وألحق بخدمة الملك الصالح نجم الدين أيوب، فجعل وليه (أي المؤتمن على ثيابه)، وعرف بهذا. لقب، أصبح فيما بعد أميرًا وزعيمًا للمماليك البحرية في مصر، وبعد وفاة السلطان الأيوبي الصالح أيوب أثناء الحملة الصليبية السابعة على مصر، شجر الدر أرملة ال. ذهب صالح إلى حسن كيف لاستدعاء ابنه توران شاه لتولي مقاليد البلاد.

وبعد وفاة الأمير فخر الدين يوسف أتابك الجيش في معسكر جدايلة جنوب المنصورة، تولى أقطاي قيادة الجيش وأصبح القائد العام للجيوش المصرية. وكان شجاعا مع بيبرس البندقداري والمماليك البحريين والجمدريين في الدفاع عن مدينة المنصورة، وتلقى الناصر يوسف هزيمة أخرى في معركة كورة.

وبحسب كتاب جورجي زيدان “تاريخ مصر الحديث”، فقد تمجد الفارس أكتاي في عيون المصريين. وبسبب ما أبداه من شجاعة وبسالة في الحروب الأخيرة، لقبته أحزابه بالملك، وتزوج أخت المنصور سلطان حماة، وأسكنها في القلعة. وبسبب ارتباطها بالعائلة المالكة، خشي أيبك من شر نفوذ الفارس المذكور لدرجة أنه خشي منافسته في المُلك، فبدأ يسعى للتخلص منه. وكان الفارس قائداً لفرقة من المماليك الصالحين، فطلبوا منه أن يشاركهم في الملك مع الملك الأشرف، ومضوا حتى نالوا ما أرادوا، ورُقي كثير منهم وكان منهم سيف الإسلام. دين قطز، الذي أصبح ملكاً فيما بعد.

أما الفارس أقطاي فقد قتله أيبك وهو في قصر القلعة، بحسب ما ذكره جورجي زيدان في كتابه. ثم خاف أن يقع في سوء عمله، ولذلك أمر بإغلاق القلعة وأبوابها. المدينة انتظر فترة ليستبق الأحداث، ولم يمض وقت طويل حتى اجتمع الأمراء الصالحون بقيادة بيبرس على أبواب القلعة وطلبوا أسر الفارس أقطاي، ولذلك ألقى رأسه من الحائط تجاههم. وهربوا إلى باب القراطين وفتحوه وتوجهوا إلى الشام. وبقيت مجموعة منهم تم القبض عليهم وإرسالهم إلى السجن.

وعندما تخلص الملك المعز أيبك من طائفة الصالحين، قبض على الملك الأشرف وألقاه في سجن مظلم، حيث مات بائساً بعد أن حكم لمدة عام وشهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top