تعرض القناة الوثائقية، اليوم الخميس، الفيلم الوثائقي “ما وراء القتلة” والذي يعرف بأنه من الفرق الشهيرة في التاريخ الإسلامي لخطورته وأضراره.
يقول عنها الأديب الراحل أحمد أمين في كتابه المهدي والمهديية.
القتلة
ومن هذه الطوائف المبنية على التشيع والاعتقاد بالمهدية طائفة الحشاشين، ويطلق عليهم تارة الإسماعيليون، وتارة أخرى يطلق عليهم الديلم، وزعيمهم المشهور الحسن بن الصباح، وكانوا يلقبون بالحشاشين. ولأنهم كانوا يتعاطون الحشيش، وكان استخدام المكيفات منتشراً بينهم وبين الصوفية، فقد استخدموا أيضاً القهوة للتحفيز على العبادة، كما يقولون، وكان الحشيش يخدم أغراض هؤلاء الإسماعيليين. ولأنه يخدر أعصابهم ويزيد من أحلامهم المبهجة، فإنهم يصبحون أكثر طاعة في تنفيذ الأوامر الصادرة إليهم. وحكى الرجل ماركو بولو -الذي غادر إلى بلادهم بعد نحو مائتي عام- أنهم كانوا يتعاطون الحشيش في القلعة. فلما خدروا ذهبوا إلى مكان في صحن القلعة، وقد امتلأ بالفتن الجميلات ليستمتعن به حتى يقلدن الجنة ونعيمها. فإذا أمروا أن يفعلوا شيئاً منها، وإذا استطاعوا الفرار منها، إلا… أن الجنة مثواهم.
وكان حصنهم القوي قلعة آلموت الجبلية التي تعني ملجأ النسور لحصانتها ووعورة طريقها، وهي قلعة على مسافة ستين فرسنغا شمال قزوين، ويمكن تسمية أصحابها بالفدائيين. ; لأنهم هيأوا أنفسهم للخلاص، وعلموا الأطفال الاستهتار بالموت، وكان أحد أهدافهم ألا يتركوا أحدًا من معارضيهم على الأرض. قال صاحب كتاب الفرق: “. وضرر الإسماعيلية على الإسلام أعظم من ضرر اليهود والنصارى والمجوس، وأعظم من ضرر العلمانية وضرر المسيح الدجال الذي سيظهر في آخر الزمان تحت تعاليمهم، بحسب إلى ما قاله خصومهم، وهو عدم مراعاة القوانين والجواز، على حد تعبيره.
خذي الدف يا امرأة واعزفي وغني بأغانيك ثم غني
وتولى نبي بني هاشم، وهذا نبي بني يعرب
كل نبي له شريعته، وهذه شريعة هذا النبي
إذا صلى الناس فلا تقوموا، وإذا صاموا فكلوا واشربوا
لا تحاول الركض عند الصفا أو زيارة القبر في يثرب…
فلا تمنع نفسك من الزواج سواء من الأقارب أو من الأجانب
فلماذا حلال هذا الفرد من الأسرة وأصبح محرماً على الأب؟
ألا يُربى النبات ويُسقى في موسم الجدب؟
•••
- النشر الموحد.. هل التحول للرقمنة هو الحل للقضاء على فوضى النشر؟
- "الأعلى للثقافة" يعلن القوائم القصيرة للمرشحين لجوائز الدولة لعام 2024
- الجنة فى الحضارات القديمة.. حدائق هادئة عند الفرس وقاعة كبرى لدى الفايكنج
وعلى العموم فقد قرروا أن يكون داعيهم على علم بالجوانب التي يدعو فيها الفئات، ومن ثم يجب على كل فئة أن تطالب بما يناسبه فمن مال الداعي إلى عبادته فإنه يحثه على الزهد والعبادة، ومن رأى. باعتباره فاسقًا وفسقًا، فيقول له: العبادة جهالة وحماقة في مثل هذه الأشياء. وقائدهم الحسن بن الصباح يقول بعض الرواة إنه كان صديقا لعمر الخيام ونظام الملك، وأخذ شيعه من مصر عندما انتقل إليها، وأخذ العلم الفاطمي المعتنق، وخاصة الفرع النزاري، ثم انتقل بعد ذلك إلى بلاد فارس، فوضع خطة لأتباعه لقتل كبار وأبرز أهل السنة حتى تكون الأجواء واضحة للمذهب الشيعي. ومهّد لذلك بالتشهير بالخليفة وحكام السنة والتضخيم في مظالمهم، وتحدث عن قرب ظهور المهدي الذي سيملأ الأرض عدلاً. وبقوة جيشه، تعلم السيطرة على بعض الأماكن في سوريا، مما أدى إلى زيادة التكاليف على المتقدمين في المذهب لجذب قلوب الجمهور من البلاد بسبب الاغتيالات المتكررة التي نفذوها. وكان أول من قتلوه هو الرجل العظيم نظام الملك الوزير السلجوقي الشهير. كونه من أعدل الرجال وألطفهم بالعلماء وتشجيعهم على العلم، فهو الذي أنشأ المدرسة النظامية في نيسابور والمدرسة النظامية في بغداد، حيث الحويني، الغزالي، الكيا جميعا. -الحارسي ودرسوا. اعتنق المذهب الأشعري وساهم في نشره. وقد كتب هذا الوزير رسالة باللغة الفارسية بنظام الملك فيها آراء كثيرة صحيحة، منها أنه حذر السلطان من تدخل أصدقائه غير المسؤولين. في شؤون الدولة، وضد تدخلات بعض المترددين على المحاكم في نظر القضايا وإصدار الأحكام. واستغلال سلطتهم لابتزاز الأموال من الناس وأخيراً، حذر نظام الملك السلطان السلجوقي من الحشاشين، ونصحه بقتالهم قبل أن تتفاقم قضيتهم فقتلهم. فذهب في سفر، فاعترضه شاب من هؤلاء الفدائيين، يرتدي عباءة صوفية، وتظاهر بمحبته ومد إليه يده، فأخذ نظام الملك يده بارزة. فأخذه بيده، فانتهز هذا الشاب هذه الفرصة وطعنه بالخنجر فمات به.
وكان أمير هذا الحصن يسمى داعي الدعاة، وتحته الدعاة، وكان إذا وضع أحد أتباعه في مهمة مغربية، يقول له: اذهب إلى فلان فاقتله، و فإذا رجعت حملتك ملائكتي إلى جنة النعيم، وإذا مت في غير ذلك أرسلت إليك ملائكتي، فيحملوك إلى جنة الخلد. وقد أثرت هذه الحادثة في نفوس العظماء وجعلتهم يخافون منه. لقد أراد هؤلاء القتلة ذات مرة قتل صلاح الدين الأيوبي. لأنه من كبار أهل السنة؛ ولأنه قضى على الدولة الفاطمية في مصر، لأن زعيم حلب طلب من هؤلاء الحشاشين قتل صلاح الدين عندما حاصرها لأول مرة، وكان هذا القائد يسمى رشيد الدين وكان يعرف بشيخ الجيل، لكن صلاح الدين نجا بأعجوبة. هذا الكوماندوز.
- انطلاق مهرجان الشارقة القرائى للطفل 2024 فى 1 مايو ويستمر 12 يومًا
- "الأعلى للثقافة" يعلن القوائم القصيرة للمرشحين لجوائز الدولة لعام 2024
- ذكرى رحيل كامل الشناوي.. ما علاقته بـ طه حسين والأزهر الشريف
واستمرت هذه الجماعة في إرهاب البلاد بقتل الكبار، وحققوا ذلك بمؤامرات سرية دقيقة ونظموا شؤونها بكل دقة ودقة، حتى ارتفعت مكانتهم وزاد تخريبهم، ولكن كان لهم موقف جيد، وهو ليقاتل الصليبيين ويبث الرعب في نفوسهم، وأخيراً أسقطهم هولاكو المغول، فاستولى على قلعة ألموت. ثم تم فصلهم إلى سوريا وفارس. عمان وزنجبار والهند حفظ الله المؤمنين من شرهم. وللأسف كانت تعاليمهم سرية، وتم تدمير جميع آثارهم، ولم يبق لنا شيء نستنبط منه تعاليمهم الصحيحة. لكنهم على أية حال يؤمنون بالمهدي والتشيع، وينظمون أنفسهم في تنظيم شيعي، ويستمدون من منبع المذاهب الفاطمية. واستخدم الإفرنج هذه الكلمة كحشاشين، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، وعلى ضعف المسلمين شجعت الحروب الصليبية، كما كشفت حملة مصر على العثمانيين، ورغب فيها الأوروبيون.
نعم، أرجع المؤرخون الحروب الصليبية إلى عدة أسباب، منها اضطهاد حجاج القدس المسيحيين وسوء معاملتهم، لكني لا أنكر أن أحد الأسباب الرئيسية للحروب الصليبية هو التقارير السرية التي يكتبها كهنة يرتدون زي الحجاج، مما أظهر ضعف المسلمين، ودفع الصليبيين إلى اغتنام الفرص والهجوم على المسلمين. وأخذ منهم الأرض، ولم يعين الله محمود الزنكي وصلاح الدين وبيبرس وأمثالهم على الإسلام، الإسلام كله. كانت الأرض قد فقدت. وبسبب هذا الضعف الذي سببته الثورات: ثورة الفاطميين والموحدين والزنج والقرامطة والحشاشين.