يكشف تاريخ المشروبات عن تطور مذهل منذ أيامنا الأولى عندما كان البشر يستهلكون الماء في المقام الأول. على الرغم من التنوع الحديث للمشروبات، يعد الحليب والنبيذ من بين أقدم المشروبات، حيث يقدم كل منهما نظرة ثاقبة للثقافة البشرية المبكرة واستراتيجيات البقاء.
كان الحليب، الذي يُعتقد أن عمره لا يقل عن 6000 عام، مصدرًا أساسيًا للتغذية، خاصة في المناخات التي تقل فيها التعرض لأشعة الشمس حيث يندر فيتامين د، كما تم الاعتماد على الحليب للحصول على فوائده.
ومن ناحية أخرى، كان للنبيذ، الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 5000 سنة، أهمية كبيرة في الممارسات الاجتماعية المبكرة، وخاصة في المجتمع السومري. إنتاج الحبوب في بلاد ما بين النهرين كانت مخصصة للتخمير، بحسب موقع orgnins القديم.
- رواية كايروس للكاتبة الألمانية جينى إربنبيك تفوز بجائزة بوكر الدولية 2024
- سقوط الإمبراطورية الأخمينية.. هل كان الإسكندر الأكبر السبب؟
من المحتمل أن التأثيرات المسكرة للنبيذ جعلت منه خيارًا شائعًا للتجمعات الاجتماعية، مما يعكس جانبًا أكثر مجتمعية من الحياة البشرية المبكرة.
يسلط هذان المشروبان، الحليب والنبيذ، الضوء على جوانب مختلفة من أولويات الإنسان القديم، أحدهما يركز على البقاء والصحة، والآخر على الروابط الاجتماعية، ويمثلان معًا بداية ما يسميه العلماء “عصر المشروبات الحديثة” في تاريخ البشرية الطويل. الاستهلاك البشري.