تعد أعمال الفنان الكبير الراحل سيد درويش من أهم الأعمال الفنية حتى يومنا هذا. وقد وُصف بأنه “فنان الشعب” و”مغني الثورتين”. أهم الموسيقيين العرب عبر التاريخ، وهو أيضاً “مبدع الموسيقى العربية”، وفي ضوء نستعرض كيف كان درويش مبتكراً موسيقياً.
بحسب ما جاء في كتاب “سيد درويش.. حياته وآثار عبقريته” من تأليف د. محمود أحمد الحنفي: يقول المؤلف: أصبح السيد درويش ذروة هذا الابتكار، لأنه لم يجعل همه الأول الانتقال من موقف إلى آخر في “حركة” فنية يستمتع بها السامع ولا تدل على مهارة الملحن والمغني، لكنه جمع في ألحانه معاني الكلمات وصوّرها. إنها تظهر معنى الكلمات، مثل الحائك الماهر الذي يلبس شعره ملابس تناسب المناسبة تمامًا. كليته وأجزائه.
ورغم أنه حافظ في هذه الأدوار على روح “التخت” التقليدي، إلا أنه وضع الأساس للابتكار الذي اتبعته موسيقى التخت شيئا فشيئا، حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن من هيمنة المونولوجات والأغاني الخفيفة وكثرة من الآلات والجوقات الموسيقية التي تبرز الغناء.
وبما أن فناننا كان ملحناً عبقري قبل أن يكون مطرباً صاحب صوت جيد، فقد صاغ أدواره في قوالب ذات دسيسة فنية لم تترك مجالاً للفنان للتلاعب بها والرد عليها.