الموسيقار الرائد، فنان الشعب، أحد أهم الموسيقيين العرب عبر التاريخ، مبتكر الموسيقى العربية، كلها ألقاب أطلقت على الفنان الراحل سيد درويش (1892 – 1923 أطلق عليه). كتابه الرائع “مراجعات في الآداب والفنون” حيث وصف نفسه بأنه عبقري انتشرت شهرته وأغانيه في جميع أنحاء البلاد معًا.
“لقد تذكر ذلك العبقري الراحل رحمه الله قبل وفاته بسنتين أو نحو ذلك، واشتهر اسمه، وانتشرت أغانيه وألحانه في جميع أنحاء البلاد، وانتشرت المدن والقرى، وانتشرت في أنحاء البلاد”. ففرشت منها مائدة سرور، يأكل منها كل من جاء وخرج، ويسكنها كل من أراد وأراد، وكان فيها كل قلب». عالم السمع جزء من قلب صاحبه، ولكل لسان جزء من الوحي لسانه، ولكل مستمع أخبار روحه الهائمة في أسعد وأجمل ساعاتها.”
وأضاف العقاد عن تأثير السيد درويش: “أرسل اللحن في رواية أو قصيدة أو أغنية صغيرة، ولا تمر إلا أيام قليلة حتى ترد الأصداء في ملاعب البلاد، وتغنيها العازفات في العائلة”. النوادي والتجمعات المنزلية، ويخرج معها الأولاد إلى الشوارع والأسواق”. وتصبح مصر كلها، وهي تستمع، كأنها مجموعة واحدة، منها السيد على منصة الأستاذ وأملي، واستمعوا كما بدأ وتابع؛ ليس بالقليل أن يقوم فرد واحد في هذا العالم بتزويد أمة بأكملها بهذا الإمداد المحيي، ويجلب لها الفرح الذي لا تجده هي نفسها بصراع الحياة الذي تمر به في الصباح وفي المساء. ، وحوالي ساعاتها ليمنحها هدوءًا وراحةً ترفعها إلى ملء النعيم والنعيم، وعلى الأغلب ستشمل سنوات في حياة بائسة، وأعمار تقضيها في الأسر مثل سبي الأنعام، وقيود مثل قيود الأسرى، نعم، عند الله ساعة واحدة من المتعة هي ساعة حياة، بل ساعة خلود، وساعة الخلود أغلى من حياة موضوعية، أكثر وفرة من وجود مثلها. وجود الجمادات، التي يتساوى فيها الخلد الطويل واللحظة القصيرة، وأنفع للنفس الشعرية من كنوز الأرض وبقايا البحر، وقليل ما هناك، يا سيدي. إن درويش يزود أمة بأكملها بهذه الإمدادات الفائقة ليوم واحد، وليس لبضع سنوات أو جزء من سنة.