تعد المكتبات العامة حول العالم من أهم الأماكن التي تشهد على الأعمال التراثية الهامة، والتي تضم دائمًا مجموعة من أندر المجلدات والأعمال الإبداعية التي تضمها المكتبة للحفاظ عليها من التدمير أو الضياع، وتعتبر الإسكندرية من أهمها أقدم المكتبات العامة في العالم كما أنها أقدم مكتبة عامة في مصر القديمة.
تأسست مكتبة الإسكندرية القديمة منذ أكثر من ألفي عام على يد خلفاء الإسكندر الأكبر لتضم أكبر مجموعة من الكتب في العالم القديم، والتي بلغ عددها في ذلك الوقت 700 ألف مجلد، بما في ذلك أعمال هوميروس ومكتبة أرسطو. كما درس هناك إقليدس وأرخميدس، بالإضافة إلى إراتوثيوس الذي كان أول من قام بحساب قطر الأرض، بحسب ما جاء في الموقع الإلكتروني للهيئة العامة للاستعلامات.
- 20 صورة.. شاهد أعمال آدم حنين في ذكرى ميلاده
- متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية يستقبل 120 فتاة ضمن مشروع أهل مصر
تأسست المكتبة بقرار من بطليموس الأول “سوتر” أول ملوك البطالمة الذي ورث حكم مصر بعد وفاة “الإسكندر سوس” للمؤسس الحقيقي للمكتبة وصاحب الفضل في نهضتها وازدهارها، فهو هو بطليموس الثاني “فيلادلفوس” الذي حكم مصر تسعة وثلاثين عاماً من 285 إلى 246 ق.م. الميلاد، وهو الذي أسس نظامه، علماء من جلب العالم اليوناني إلى هناك وزوده بالكتب من مصادر مختلفة. وأصبح النموذج الذي اتخذته مكتبات عالم البحار. ويعتبر البحر الأبيض المتوسط مثالاً يحتذى به، ولذلك كانت مكتبة الإسكندرية نقطة الانطلاق لديمقراطية العلوم وتيسيرها لمحبي المعرفة.
- ذاكرة اليوم.. مدريد تستسلم للجنرال فرانكو وميلاد مكسيم جوركى ورحيل على أمين
- غلاف "هاري بوتر" يتجه لمزاد سوثبى محطمًا الأرقام القياسية بـ600 ألف دولار
- حكاية أول دورة ألعاب أولمبية حديثة بعد حظرها طوال 1500 عام
ولم تكن المكتبة عند تأسيسها مجرد مخزن لمجموعة الكتب، بل قامت على مؤسستين، أولهما “المتحف” أي المتحف، وفيه علماء متخصصون في جميع الفنون، والمكتبة . والثانية “المكتبة” التي كانت تحتوي على اللفائف. ولتكون دائمًا تحت أعين العلماء، يبدو أنها تم توزيعها في مكانين، الأكبر بجوار ميوسيون، والأصغر في معبد “السيرابيوم”. ويمكن رؤية رفاته على ترويسة الإعلان.
ويبدو أن بطليموس الثاني كان على درجة عالية من الثقافة وحب المعرفة، ولذلك أرسل مبعوثين لجمع الكتب من كل مكان، لتكون المكتبة تضم جميع فروع العلم، حتى بلغ إجمالي محتوياتها حوالي 750 قد وصل ألف مخطوطة وهو الذي حفظ تراث كبار الكتاب اليونانيين، وأرسلت أثينا النصوص الأصلية لمسرحيات إسخيلوس وسوفوكليس ويوريبيوس إلى الحكومة، ودفعت لليونان سندًا ماليًا ثقيلًا. وعندما جاء وقت إعادتهم خسر الرهان. لأنه بدلا من ذلك أرسل نسخا مكتوبة بخط جميل.
تستمد مكتبة الإسكندرية مكانتها الرفيعة ليس فقط من فخامة الكتب التي جلبتها أو ترجمتها، ولكن أيضًا من مكانة العلماء الذين اجتذبتهم ووفرت لهم السكن اللائق للتفرغ لأمور العلوم والبحث التي يمكن أن يتفرغ لها كبار العلماء شغل منصب أمناء المكتبات، ومن بينهم زينودوت، الذي تم تعيينه مع العلماء، حيث قام بتحرير ونقد دقيق للنص الكلاسيكي لكتابي “الإلياذة” و”الأوديسة”. أعظم.” تراث الإغريق، وخلفه على رأس المكتبة “أبولودينوس” السكندري، وهو مؤلف ملحمة “الحملة الأرجونية” التي لا تزال تُقرأ حتى يومنا هذا، رغم أنها تناسب الذوق القديم. وفي عهده نظم الشاعر الغنائي “كاليماخوس” الفهرس الشهير لمكتبة الإسكندرية، والذي قسم الكتب بحسب موضوعاتها ومؤلفيها، ويعتبر كاليماخوس أبو علم المكتبات.