خالد دومة يكتب: إصلاح العقول – اليوم السابع

نقف أمام جبل يحجب عنا النور، صخرة قوية تسد طريقنا إلى المستقبل، وتجعله مظلماً وغير واضح في ملامحه سلبية غريبة، أو يؤجله إلى نهاية الإصلاح، لأنه لا إصلاح. بغض النظر عن مظهره وخطورته، وهو قائم على الشكليات والمظاهر، دون أن يكون له تأثير على روح الشخص ومشاعره، فكل خطة تضعها أو إصلاح تنفذه الدولة، دون النظر إلى الأمور الجوهرية. هو أنه لا يأخذ في الاعتبار مثلاً طبيعة العقل الذي يحيط به، وميوله وانطباعاته وتصرفاته، نريد خطة تمسنا، وليست خطة نستعيرها من الآخرين لنبني عليها لا. تنطبق علينا. ليس من الحضارة أو الإصلاح أن نأخذ نسخة أفضل، ننقل جوفاء دون وعي، بما ننقله، والتربة تختلف عن التربة والبيئة تختلف عن البيئة العامل الأساسي هو هدف التعليم، ثم نسعى الوسائل التي ستقودنا إليه.

قد تختلف الوسائل أو تتطابق. المهم أن يقوموا بالمهمة الموكلة إليهم، فهو يتعلم في تلك المدارس ما هي الأسلحة التي نريد أن نقدمها له. الحرية، على سبيل المثال، شيء لا يختلف عليه أحد. يحاول الجميع ترسيخ مبدأ الحرية لدى كل إنسان يريد النهوض والتقدم، ويدعي أنه يمارسه ويحترم كافة آراء وأفكار الآخرين، من منطلق إيمانه بالحرية، ولكل إنسان ما يقوله وما يفكر فيه. ، وفي الواقع العملي لن تجد إلا قلة قليلة ممن يؤمنون به بالفعل. فحقيقة التعليم الذي يتعلمه هو تطبيق معارفه أثناء التعليم وتقديمها للأجيال التي تتلقى التعليم. وكان من الممكن الأساس المنضبط دون الحديث عن الحرية وقيمتها وأهميتها للفرد والمجتمع الناشئ. يجب شحذ المؤسسات لتحقيق هدف لا جدال فيه. المدارس والمناهج التعليمية لا تدعمهم، وأسسها وأساساتها يمكن أن يهدمها خطباء المساجد عندما يعظون الناس. وبيد واحدة يهدم ما نبنيه باليد الأخرى. لا بد من معرفة ما… يعوق الهدف، وإزالة هذه العقبات تختلف من أمة إلى أخرى، ومن دولة إلى أخرى هو استيراد خطط من الخارج لا علاقة لنا بها، ولن نقودها إلى نتيجة نتمناها ونتمناها لأمتنا مقولة “نبدأ من حيث انتهى الآخرون” كذبة تهوي بالأمة وتمنعها تماماً من تحقيق سنوات من الكد والعمل والعرق حتى تحقق ما وصلت إليه ولو استفادوا من تعلم تجاربهم وجهودهم، لكنهم لم ينقلوا ذلك إلى ما رأوه، ولو فعلوا ذلك لكيفوه بما يتناسب مع طبيعتهم وسلوكهم، وظروفهم في الاعتبار، سواء الاجتماعية، أو الأمور الاقتصادية أو الدينية أو غيرها، والتي يجب أن يقدمها لمن يسلك الطريق الصحيح في أمته.

ولن يكون هناك إصلاح إذا ملأتم، حسب قناعته، رؤوس الشباب بالتعصب والمبالغة، ودمرتم فيه قيمة الرأي الآخر، وأن ما يتعلمه هو دين لا يجب أن يرفضه أو يرفضه. ناقشها، وأن مجرد التفكير فيها وتحليلها ومعرفة نقاط القوة والضعف فيها أمر غير مقبول. تغلق عليه الباب بالأغلال، وتمنعه ​​من رؤية الجانب الآخر من الأشياء، وتقيم جدرانًا قوية حول عقله، حتى يتمكن من ذلك. ولا يرى النور ولا الحقيقة في أي شيء إلا ما يستقبله قلبه المقيد بقيود الطغيان. والجهل.. عليك أن تعلمه أن يحب وطنه، لا أن يكره أوطان الآخرين، وأن يتبنى أفكاره ويدافع عنها، وألا يرفض أفكار الآخرين باستكبار واستهتار بحماقة، بغير علم. ودون الاطلاع عليها، لتعرف هل هي كما يدعي أم لا، وهل ظهرت له، فإن الحقيقة تختلف عما يرى وما يعتقده، فلا ضرر من التراجع عنه والاعتراف بخطئك. . لأن حياة الإنسان أوسع وأعظم من أن يقع في قبضة جماعة أو طبقة أو فئة تدعي العلم الكامل، وما عند الآخرين هراء. وفي ذلك فائدة عندما تقرأ الأدب مثلاً، تعلم أن الأدب الرفيع قد شارك فيه البشر من كل طائفة وفئة، حتى الذين لا دين لهم، وقد شاركوا فيه ببصمة كبيرة من أنفسهم. هذا العالم الصغير الكبير هم أرواح من مجموعات مختلفة اجتمعت معًا للتعرف على عبقرية الإنسان، في أحد جوانبه المتعددة، وهي أنهم أنتجوا من الإنسان وإلى الإنسان أينما كان، أينما وجد بالفعل. وكانت على مدى تاريخها، وضاربة في أعماق الزمن، أعلاماً إنسانياً لا مثيل له. ولا ينقص حقها إلا من انحرفت أخلاقه، وانحرفت مشاعره. ليس له إنسان إلا الشكل الخارجي، لكن روحه لا علاقة لها بروح الرجل، والفلسفة لا إصلاح في التربية، ولن ترتفع في قيادتك عندما يظلم لا يصبح وانتقد أيضًا بالحياد والعقل، ولا تختلق أعذارًا لسلطتك وسلطتك. إن احتلالك لغيرك مليء بالفخر والنصر، وعندما يشغلك غيره فهو ظلم وطغيان. كلاهما إثم، وكلاهما دمار. على أسس صحيحة تنتج لنا المدارس والمعاهد والجامعات آلاف الخريجين الذين يحملون الشهادات والألقاب، ويناقشون كل يوم مئات الرسائل الجامعية في كل أنحاء وطننا الحبيب، وفيها أوراق معترف بها، ولكنها رغوة كزبد السيل. ، لا قيمة لها ولا قيمة لها. بل يعني أنه ساهم في التقليل والتقليل من قيمة التعليم، إذ أن الحاصلين على شهادة ومن دونها متساوون في الجهل، ولعل الذي لا شهادة له درجة أعلى من التفوق عندما يتعالى بالمال الذي يحصل عليه. اكتسبها عندما ينخرط المتعلم في تعلم لا أثر له في عقله أو وجوده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top