مقدمات الكتب.. ما يقوله ستيوارت راسل فى ذكاء اصطناعى متوافق مع البشر

نواصل سلسلة مقدمات الكتب، ونتوقف اليوم مع كتاب “الذكاء الاصطناعي المتوافق مع البشر.. حتى لا تفرض الآلات سيطرتها على العالم” للكاتب ستيوارت راسل.

مقدمة..

(1) لماذا كتب هذا الكتاب؟ لماذا هو مكتوب الآن؟

يبحث هذا الكتاب في جهودنا لفهم ماهية الذكاء وجهودنا في مواءمته مع الماضي والحاضر والمستقبل، وهذا موضوع أساسي؛ ليس لأن الذكاء الاصطناعي تطور بسرعة ليصبح جانبًا مهيمنًا في حاضرنا، ولكن لأنه سيكون بلا شك التكنولوجيا المهيمنة في مستقبلنا. ونحن نرى كيف بدأت القوى العظمى في العالم تستيقظ أخيراً على هذه الحقيقة، ونلاحظ أيضاً أن أكبر الشركات في العالم لاحظت ذلك منذ عدة سنوات. وبما أننا لا نستطيع التنبؤ بدقة بكيفية تطور هذه التكنولوجيا ولا وفق أي جدول زمني، أعتقد أنه يجب علينا التخطيط لاحتمال أن تتجاوز الآلات القدرة العقلية للبشر لاتخاذ القرارات في العالم الحقيقي. ماذا سنفعل بعد ذلك؟

كل ما حققته الحضارة الإنسانية وحققته هو نتاج ذكائنا البشري، ولكن إذا وضعنا أيدينا على مصدر ذكاء أعظم بكثير من مصدرنا، فسيكون ذلك حدثًا حاسمًا في تاريخ البشرية. الغرض من هذا الكتاب هو شرح لماذا قد يكون هذا الحدث هو الحدث الأخير في تاريخ البشرية، وكيفية التأكد من أنه ليس كذلك.

(2) عرض مختصر لمحتويات الكتاب

وينقسم هذا الكتاب إلى ثلاثة أجزاء. ويتناول الجزء الأول، في ثلاثة فصول، مفهوم الذكاء عند الإنسان والآلات. لا تتطلب المادة المقدمة أي معرفة مسبقة بالمجال التقني، ولكن إذا كنت مهتمًا بالمجال، فإن الكتاب مُلحق بأربعة ملاحق، تشرح كل مفهوم من المفاهيم الأساسية التي تعتمد عليها أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية. ويناقش الجزء الثاني، في ثلاثة فصول، بعض المشاكل التي نشأت عن إدخال الذكاء في الآلات. أركز فيه بشكل خاص على “معضلة السيطرة”. وبهذه الطريقة نحافظ على سيطرتنا المطلقة على الآلات التي أصبحت أقوى منا. ويقترح الجزء الثالث، الذي يمتد على أربعة فصول، طريقة جديدة للنظر إلى الذكاء الاصطناعي وضمان بقاء الآلات في خدمة البشر إلى الأبد. ومن الجدير بالذكر أن هذا الكتاب موجه لعامة القراء، ولكنني آمل أن يكون مفيدًا في إقناع المتخصصين في الذكاء الاصطناعي بإعادة التفكير في افتراضاتهم الأساسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top