خيرى حسن فى كتاب جديد: كلمات "بلادى بلادى" تأليف سيد درويش وتمت سرقتها

صدر مؤخراً كتاب “السيد درويش.. حوادث سرقة عامة” للمؤلف خيري حسن، مستوحى من كتاب اليوم. يحمل الكتاب عنواناً فرعياً هو “المؤلف الحقيقي للنشيد الوطني”، ويذكر فيه أن عبارة “وطني، بلدي” كتبها سيد درويش وسرقت.

جاء ذلك في مقدمة الكتاب

في البداية..
“سيد درويش.. عاش سيداً.. ومات سيداً”!… وسيبقى بعبقريته الفريدة… (سيد) 1923) – هو الفلاح الابن الفلاح، وهو العامل ابن العامل، وهو الكامل ابن الكامل، وهو اليتيم الحزين ابن الأرض الطيبة والنهر. العظيم.
وهو في البداية والنهاية ابن الناس الطيبين.
سيد درويش… نعرفه ملحناً ومطرباً وموسيقياً وموزعاً وعاشقاً وزوجاً وأباً.
ونعرفه بأنه ابن الليل الذي يحب القمر.
وابن كيف يحب السهر لوقت متأخر.
وابن (السعادة) يحب الجمال.
ابن الثورة – ثورة 1919 – يحب المعركة.
ونعرفه مصريا، ابن مصري، ابن مصري. يحب الخير والعدل، والحرية والاستقلال، ويكره الشر والظلم والقهر والاحتلال.
نعم، قد نعرف عنه كل هذا – وأكثر من ذلك – ولكن للأسف الكثير منا لا يعرف أنه كان شاعراً، كتب القصائد وحفظها ولحنها وغناها.
ورغم أن البعض عرفه شاعرا، فإن البعض الآخر لا يعرف أنه هو مؤلف كلمات الأغنية – أو النشيد الوطني – “بلادي بلادي”، والتي كانت مع أغاني أخرى – بتزوير واضح وصارخ – وضعت – بعد اعتراف الشاعر محمد يونس القاضي (1888 – 1969) شخصيا – بشهادة مزورة، بدعوى أنها وثيقة صادرة عن المحكمة المختلطة – رغم والحقيقة هي أن تاريخ إصدار هذه الوثيقة فيه. فقد استحوذت على إبداع سيد درويش – وفي قلبه النشيد الوطني “بلادي – بلادي” وقد أثبت – وهذا البحث سيثبت – أن يوم صدوره كان إجازة رسمية في مكاتب الدولة المصرية الحكومة… وأن محاضر مركز الدراسات القضائية بالعباسية – ومصلحة التسجيل العقاري) – وقد ذهب إليهما المؤلف للبحث وتقصي الحقائق، ولكن لا يوجد فيها ولا في شيء باستثناء أي وثيقة رسمية تتعلق بهذا الأمر. وهذا ما سيكشفه هذا الكتاب (وثائق وحقائق واعترافات وشهادات).
وحتى لو كان سيد درويش يعتبر موسيقار القرن العشرين في الوطن العربي، فإن هذه الجريمة – جريمة سرقة الكلمات – “بلدي… بلدي” – وغيرها من أعماله – تعتبر من أهم أعماله. الجرائم الأدبية في القرن العشرين في الوطن العربي!
……
……
أو هكذا أتخيل.

قال درويش

بينما كتب شعبان يوسف قبل الكتاب:

وما زال سيد درويش يتربع على عرش الموسيقى
ورغم أن العديد من الكتب قد صدرت للفنان الشعبي سيد درويش، الذي يستحق هذا اللقب، إلا أنه لم يكن هو من منحها لنفسه، ولم يكن لديه جوقة تعمل على الترويج له، ولكن في الحياة القصيرة التي عاشها، واستطاع أن يهز عرش الموسيقى بالفعل، وليس بالقول. ولا يزال حاضراً بقوة في وجدان الناس بشكل لا مثيل له، ويكفي أن بعض أغانيه تتكرر في البداية. من “هذه الحلوة قامت لتسجد فجرا، ودونجي دونجي، وبلدي وطني، ولديك حبي وقلبي،” نجد أرواحنا وأجسادنا وقلوبنا تهتز بفرح لا يمكن إنكاره، ذلك الفرح الذي لا يزال يحدث رغم مرور كل هذه السنوات، ورغم تطور الموسيقى بمختلف أشكالها، ورغم تطور جميع الآلات الموسيقية، وظهور أصوات وألحان قوية وعبقرية، مثل محمد عبد الوهاب، زكريا أحمد، أم كلثوم، ثم عبد الحليم حافظ. وفريد ​​الأطرش، وصولاً إلى محمد منير وعلي الحجار، لكن اسم سيد درويش لا يزال أستاذاً بالمعنى الفني، ولا يزال يحتل مكانة عالية بين مجموعة كبيرة من الفنانين الذين يتكرر فنهم المتنوع. قرن

وقبل أن نتحدث عن الكتاب لا بد أن أشير إلى مؤلفه الذي لا يؤلف كتاباً إلا إذا كانت هناك حالة بحجم المغامرة، ولكنه يعمل بكل ما لديه من مثابرة ودقة وجهد بحثي معروف. . فقط لمن يعرف صراع البحث في غابة من المعلومات الكاذبة والمضللة وأحياناً تضيع الحقيقة التي لا يجد من يعتنقها ويدافع عنها أمام الجرائم التي يجدها من يروج لصحتها ولا يسوقها. فمثلاً كتابه (يا صاحب المد.. سيرة شاعر ورحلة وطن) – عن الشاعر زكي عمر الذي ألفه كاملاً في سبيل النصر لحقوق هذا الشاعر في أغنية “مدد مدد شد حيلك يا بلد” التي حققت شعبية كبيرة عندما لحنها وغناها الفنان محمد نوح، فضلا عن كتبه الأخرى التي ينتصر فيها دائما للمهمشين، المستبعد والمجهول في حياة الكتاب والفنانين، وعلى الرغم من أنه يخلق كتابًا أو تحقيقًا أو موضوعًا صحفيًا، إلا أنه طوال الكتاب يواصل تزويدنا بمعلومات يصعب علينا أن لا نعرفها، أو أننا نعرفها. ، ولكن تم نسيانه.

وعلى هذا المسار قام مؤلفنا بتأليف ذلك الكتاب عن (مولانا سيد درويش) كما سماه، وهنا يعطي بعض التلميحات بأن الشيخ سيد درويش هو الأحق بهذا اللقب، إلى جانب لقب “فنان الشعب”، و ورغم أن المؤلف أخذنا في رحلة عميقة ومكثفة، إلا أنه يلخص حياة مولانا سيد درويش، إلا أن محور الكتاب يسلط الضوء على موهبة تعود لسيد درويش -غير الموسيقى- لم يركز عليها الباحثون من قبل لم يتم ذكرها بالطبع في كتابات وأبحاث سابقة، ولكن سُميت هامشية بشكل ما، وهي الموهبة الشعرية التي احتوت روح سيد درويش، ولم يركز خيري حسن على هذه الموهبة، وذلك بشواهد كثيرة وأدلة كثيرة. تثبت الدلائل، إلى جانب فوزه بقضية تم تضليلها على أعلى المستويات، نسبة كتابة النشيد الوطني “بلدي بلدي” إليه، وليس إلى معاصريه الشيخ محمد يونس القاضي لا، الذي قام بالعديد من المحاولات – زورا – لإثبات أن النشيد الوطني (بلدي، بلدي). من تأليفه، وليس من قبل أي شخص آخر.

ورغم أن هذه القضية التي بذل فيها خيري حسن جهدا يكاد يضاهي جهود القضاة والمحامين لتحقيق عدالة القضية، إلا أن كاتبنا أراد أن يعطي بانوراما جديدة عن حياة سيد درويش، حيث أنه كان يذهب إلى حسن ذهب الأزهري الذي كان يقيم حفلات موسيقية في منزله، والذي اصطدمت موهبة الفنان الشاب بتلك الموسيقى، حتى مسته شرارة الفن وجنونه، فقبض عليه والده وهو يغني في موقف كرتوني قاله الشرفاء وسيجد القارئ تفصيلاً في متن الكتاب، فأمره بعدم الذهاب. إلى تلك الحفلات المجنونة، لكن الطفل الذي أصبح صبياً تحدى تلك الأوامر التي احتفظ بها لفترة، لكن الموهبة فرضت نفسها وبدأت تطارده، دون أن يقاومها. بل زود تلك الموهبة بكل ما تحتاج إليه من مستلزمات، ثم غادر الإسكندرية وسافر إلى القاهرة، لكنه لم يجد ذلك النجاح، فعاد إلى الإسكندرية مرة أخرى، ولم ييأس، فسافر إلى الشام . كما أنه لم يحقق هذا النجاح المنشود. لكن اسمه بدأ يظهر ويتألق، حتى… سمع عنه الشيخ سلامة حجازي، والتقى به بطريقة شبه درامية، عندما جاء إليه أحد أصدقاء سلامة حجازي وقال له: الشيخ سلامة حجازي يريدك أن تذهب إليه، لكن سيد درويش قال له: لماذا جاء سلامة حجازي؟ وعندما سمع سلامة حجازي ذلك قرر أن يذهب إليه، لأنه يقدر موهبة ذلك الفنان الكبير الذي كان لا يزال في بداية الطريق، ورغم أن اللقاء الفني الأول لم يأت بثماره، إلا أنها كانت البداية التي نشرها سيد . درويش على سلم المجد الفني، وفي تلك المساحة يلعب خيري حسن دور الحكواتي، يروي لنا سلسلة من القصص جعلت لاسم سيد درويش حضوراً كبيراً في الحياة الفنية.

ومن خلال هذه القصص والوثائق والشهادات، لا يغفل المؤلف عن القضية التي ألف من أجلها الكتاب بأكمله، وهي مسألة نسبة النشيد الوطني “وطني، بلدي” إلى السيد درويش، فبدأ بالتحقيق . كل المعلومات الكاذبة التي نشرها محمد يونس القاضي، وهي المعلومات التي رددها الكثير من الباحثين دون التأكد من صحتها. ولم يكتف خيري حسن بالبحث في الأرشيف الصحفي والإذاعي وما ورد في الكتب، بل استعان بالحقوقيين والمتخصصين حتى توصل إلى معلومة خطيرة وهي أن الوثيقة التي قدمها يونس الصادق – لقد قدم القاضي دائما وأثبت – كما يدعي – حقه في ملكية النشيد الوطني (بلدي، بلدي (وبعد سحبه من المحكمة المختلطة وجد خيري حسن أن وكان تاريخ سحب تلك الوثيقة يوم جمعة)، والمحاكم لم تعمل أيام الجمعة، وبالتالي فهي وثيقة مزورة مائة بالمائة، حسب ما هو مكتوب في الكتاب.

وجاء الكتاب ضمن سلسلة “فصوص” فنية كالأيقونات، كتبها المؤلف بروح المحب، الكاتب والصحفي الذي يبحث عن نقطة ضوء في كثافة ظلمة المعلومات، أو غموضها. وهو كتاب يحمل في طياته متعة، كما يحمل فائدة أو فائدة، وهو بالتأكيد يثري المكتبة الفنية من جوانب عديدة، وسيكون مفيدا في قضية ظلت محل جدل منذ عقود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top