فى ذكرى وفاة أمير الصحافة.. كيف جمعت الصحافة بين هيكل والتابعى

لا شك أن محمد التابعي له طلاب كثيرون، ومنهم من التقى به وعاشر معه، بل واستفاد من خبراته في تأسيس مشروعه الصحفي، ومنهم من قرأه واستفاد مما كتبه، ولكن وكان الأقرب إليه هو البروفيسور محمد حسنين هيكل، والذي يرى التابعي أنه اكتشافه الذي اكتشفه هيكل شخصياً في تجربة التابعي، والذي استخدمه أكثر من مرة في الإدارة، ولكن السؤال هنا: كيف آل. -هل بدأت علاقة التابعي بهيكل؟

ويروي هيكل في كتابه بين الصحافة والسياسة أنه التقى بالتابعي صدفة، عندما ذهب إلى مكتب هارولد إيرل، رئيس تحرير الجريدة المصرية، في أمر عمل. عرّف عن نفسه على الأستاذ التابعي بلغته العربية المكسورة وقال: “الأستاذ محمد التابعي صاحب مجلة آخر ساعة ورئيس تحريرها”، يقول هيكل واصفاً اللقاء: “لقد بدا أخبرني أن الأستاذ التابعي تابع بعض أنشطتي، أو أن هارولد إيرل أخبره عنها، وكان الأستاذ لطيفًا ومهذبًا معي.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ يتابع هيكل قائلا: “في اليوم التالي اتصل بي ودعاني للقاء معه، وذهبت، وسألني الأستاذ التابعي: “كيف أرى مستقبلي” كان السؤال مفاجئاً لأنني اعتقدت أن عملي في «الجازيت» يكفيني هي صحيفة تصدر في مصر بلغة أجنبية، ومن الطبيعي أن يتقلص تداولها بعد الحرب ويعود إلى بضعة آلاف بدلاً من العشرات. ” الآلاف”، ثم أضاف الأستاذ التابعي: “مجال الصحفي المصري في الصحافة المصرية باللغة العربية، وقراءها هناك مئات الآلاف، وهذا هو المستقبل.

وبفضل نصيحة التابعي، خاض هيكل تجربة جديدة في الساعة الأخيرة، ويروي تلك الفترة قائلا: “وهكذا انتقلت من الجريدة إلى الساعة الأخيرة، ولم يكن الانتقال سهلا، بينما مديري الأول، ورأى هارولد إيرل أن “الجريمة والحرب” هي مجال “التدريب” الأنسب والأمثل للصحفي، ورأى رئيسي الثاني “محمد التابعي” أن “المسرح والبرلمان” هما المجال الأكثر أهمية. غسل مناسب. والمجال المناسب، ولعدة أسابيع وجدت نفسي خلف الكواليس في مسارح القاهرة، بدلاً من ساحات القتال، ثم وجدت نفسي على شرفة مجلس النواب بدلاً من محافظ القاهرة، حيث تتدفق أخبار كل جريمة تحدث في مصر ربما. لقد كان الأستاذ التابعي على حق، على الأقل فيما يتعلق بمجلس النواب، فمقعد الساعة الأخيرة على شرفة المجلس سمح لي… بالتقرب من أجواء السياسة المصرية ليأتي

تجربة العمل مع الأستاذ التابعي كانت ممتعة، وأشهد أنني تعلمت منه الكثير. مهنياً – كانت فترة إيجاد توازن معقول بين ثلاثة مؤثرات متميزة جذبتني: العقلانية، ورومانسية سكوت واتسون، ثم حلاوة أسلوب محمد الطبيبي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top