ليس من الصعب أن نفهم لماذا اعتبر الآشوريون تمثال الثور الضخم والقوي للنمرود بمثابة إله وقائي، حيث يبلغ ارتفاع هذا النقش الحجري الجميل 16 قدمًا ويحتوي على مخلوق خارق للطبيعة يعرف باسم لاماسو.
ويؤكد علماء الآثار أن هذه الملامح التي تحمل وجه إنسان وجسم ثور وأجنحة طائر، تمثل الذكاء والقوة والحرية، وغالبا ما تمثل في النقوش البارزة في بلاد ما بين النهرين القديمة، وكانت “إلهاً حارساً”، وغالباً ما يُرى تمثاله خارج بوابات المدينة الآشورية، وكان هذا هو الحال في نمرود – وهي مدينة قديمة بنيت منذ أكثر من 3000 عام، بحسب الأورجنين القديم.
- ماذا يقرأ الغرب؟.. الكتب غير الخيالية الأكثر مبيعًا بقائمة نيويورك تايمز
- ذاكرة اليوم..صلاح الدين الأيوبى يحاصر القدس وإضراب غاندي ووفاة تحية كاريوكا
لكن بعد أن ظل ثور النمرود على قيد الحياة لمدة ثلاثة آلاف عام، جاءت نهايته في عام 2014 عندما استولى إرهابيو داعش على أجزاء من شمال العراق وأعلنوا الحرب على المدينة. فقاموا بتصوير أنفسهم وهم ينحتون الموقع بالمطارق الثقيلة والمثاقب قبل أن يتحول موقع اليونسكو إلى أنقاض بالمتفجرات.
بدورهم، استخدمت مجموعة من علماء الآثار ومؤرخي الفن في إيطاليا طابعات كبيرة ثلاثية الأبعاد لإعادة بناء ثور نمرود بالكامل بالحجم المناسب، وذلك ضمن معرض بعنوان “النهوض من الدمار: إيبلا، نمرود.. دمرت” والذي تم تصميمه. لإثارة حوار حول أهمية الحفاظ على المعالم التاريخية والثقافية.