مصطفى عبد التواب يكتب: ياسر عبد الرحمن كيف عبر الزمان والمكان بموسيقاه التصويرية؟

هل تخيلت عبور الزمان والمكان وسبق العصر الذي ولدت فيه لتزرع نفسك في ذاكرة التاريخ؟ قد يستغرب السؤال، لكن هذا بالضبط ما فعله الموسيقار ياسر عبد الرحمن. لقد عاد إلى التاريخ الذي لم يراه. كيف عبر المكان ليزرع نفسه في مجتمع لم يعيش فيه. السطور التالية محاولة للإجابة على هذه الأسئلة؟

عندما يُذاع على شاشة التليفزيون فيلم ناصر 56 مع الفنان الكبير الراحل أحمد زكي، تجد أن الموسيقار ياسر عبد الرحمن زرع نفسه في التاريخ، وكانت الموسيقى هي آلة الزمن التي مر بها، فإذا طار عقلك الآن بذاكرتك اللحظات التحدي الذي عاشه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ولحظات الانكسار التي عاشها. “، ليقدم المصريون صورة غير مرئية للرئيس الراحل جمال عبد الناصر في لحظات فاصلة من تاريخ هذه الأمة، كما أن زراعة الموسيقار ياسر عبد الرحمن لموسيقاه في هذه الفترة التاريخية هي مرور كامل من الزمن، لأن هذه الأحداث استغرقت مكانه قبل ولادته عام 1961.

أما فيلم “أيام السادات” فكان تحديا قام به الفنان أحمد زكي والموسيقار ياسر عبد الرحمن لزرع نفسيهما في تاريخ تعرف عنه ذاكرة المصريين الكثير، على عكس تجربة عبد الناصر في 1956، الذي كان تجربة سرد أحداث لم ترها الأجيال الحالية من المصريين، أو لم يشاهدوا الكثير منها بشكل مباشر، لكن في أيام السادات كان التحدي أكبر لأن الفيلم و موسيقاه بمشاهد منافسة حقيقية تم بثها على شاشة التلفزيون، ورغم ذلك نجح الموسيقار ياسر. اجتاز عبد الرحمن الزمن وصقل موسيقاه في أحداث تزامنت مع طفولته.

اليد الطويلة لموسيقى ياسر عبد الرحمن لم تقتصر على عبور الزمن وغرس اسم صاحبها في التاريخ الذي لم يعشه، بل استطاعت أن تعبر مسقط رأس الموسيقار ياسر عبد الرحمن إلى اسمه بعالم آخر فعله ليست حية، وكانت تذكرة العبور هي موسيقى الضوء الشارد، التي لا تزال حية ومسموعة حتى عام 2024. ومع كل هذا التطور الكبير في الموسيقى، فقد أصبح لها أصبح رمزا لمصر العليا، حتى لو لم يكن ياسر عبد الرحمن. على المستوى.

سجل موسيقي غني، عبر عنه الموسيقار ياسر عبد الرحمن، خاصة فيما يتعلق بالمسلسلات الدرامية التي تم بثها في فترة ما قبل افتتاح القنوات الفضائية والمنصات، حيث كان جميع أفراد الأسرة يشاهدون المسلسلات في وقت واحد وكنشاط ترفيهي جماعي يومي، في هذا الوقت عندما خزن العقل الجمعي للمصريين ذكرياته، التي أصبحت أحد الأعمال التاريخية في تاريخ الدراما المصرية، كما كتب اسمه في تاريخ أغانيه. التلفزيون المصري .
من منا لا يعرف موسيقى مسلسلات “المال والبنون” و”الوصية” و”الليل وآخره” و”النور الشارد” و”التوأم” و”عمتي صفية” “والدير”، “رجل في عصر العولمة”، “الأهل والناس”، “سارة”، “حياة الجوهري”، “الحقيقة والسراب”، “سوق العصر”، و”البحر مندي”. كل هذه أعمال لا يمكنك تذكرها دون أن تتذكر بصمة ياسر عبد الرحمن عليها من خلال موسيقاه العبقرية التي ستمر سنوات وسنوات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top