متى بدأ نجيب محفوظ الكتابة؟ صراع بين الأدب والفلسفة فى عقل أديب نوبل

مرور 18 عامًا على وفاة الأديب العالمي نجيب محفوظ، الكاتب العربي الوحيد الحائز على جائزة نوبل للآداب لعام 1988. مضى ما يقرب من عقدين من الزمن على النجيب عميد الرواية العربية، لكن أعماله يتردد صداها وكأنها كتبت كلها الآن، وكأنه لا يزال يشع بيننا بالأدب والإبداع رغم أنه توفي في 30 أغسطس 2006 عن عمر يناهز من 94 .

كتب نجيب محفوظ أكثر من ثلاثين رواية، اشتهرت معظمها وتم إنتاجها للسينما أو التلفزيون. روايته الأولى «عبث القدر» (1939)، وآخرها «قشتمار» (1988). وكان آخرها “أحلام فترة النقاهة” (2004)، لكن يبقى السؤال الأهم: متى بدأ مؤلف الثلاثية الكتابة الإبداعية، وما هي أولى جهوده، وهل اتجه إلى الرواية منذ البداية؟ أم أنه كان يحب الشعر ويكتبه مثل العديد من الكتاب الآخرين الذين أحبوا الشعر قبل أن يغيروا طريقهم إلى الروايات.

ويقول الكاتب الكبير في حواره مع الكاتب الكبير رجاء نقاش في كتاب الأخير “صفحات من مذكرات نجيب محفوظ”، إنه خلال سنوات دراسته في المدرسة الابتدائية بدأ في قراءة كبار كتاب ذلك العصر، وحاول أن مقلداً أساليبهم، فحاول تقليد المنفلوطي في «ظهوره» وعباراته. وحاول أن يكتب قصة حياته على غرار أيام طه حسين، فأطلق عليها اسم “السنين”.

ويوضح محفوظ أن الطريق الذي مهد أمامه في تلك الفترة كان طريق شعر العرب”، لكن السبب الذي جعله ينسحب من الشعر هو افتقاره إلى ملكة الحفظ التي يقوم عليها الشعر.

وفي حواره مع رجاء نقاش، أكد محفوظ أن عام 1936 كان نقطة تحول في حياته، حيث قرر أن يكتب القصص بشكل احترافي، بعد أن مر بصراع نفسي رهيب بين الفلسفة والأدب، لكن لم يكن هناك من يحاول إقحامه في تفكيره أو إعلامه بالصراع الذي يدور داخل نفسه. وفي النهاية اختار طريق الرواية رغم صعوبته، وفضله على طريق الفلسفة رغم سهولة ذلك عليه في ذلك الوقت.

ويرى محفوظ أن اختياره لفن الرواية يرجع إلى أن الأدب العربي كان يفتقد بشدة فن الرواية، وكان التراث الروائي الموجود في ذلك الوقت محدودا، وهو أقرب إلى فن السيرة الذاتية، مثل “الرواية”. “عودة الروح” لتوفيق الحكيم، و”زينب” لمحمد حسين هيكل، و”الأيام”، وكان المسار يتطلب منه قراءة واسعة في الأدب العربي والعالمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top