عبادة الطيور.. هل عرفتها الحضارات القديمة؟

لقد حظيت الطيور دائمًا بمكانة عظيمة بين البشر الأوائل منذ فجر التاريخ. تأثر القدماء بالطيور وحرصوا على تصويرها على جدران المعابد والمقابر لما لها من دلالات دينية مقدسة خاصة بالعقيدة القديمة. شكلت رمزاً لغوياً للكتابات القديمة في مختلف الحضارات.

وفي مصر، حظيت الطيور بمكانة كبيرة عند قدماء المصريين منذ بداية التاريخ، منذ عصر ما قبل الأسرات، حيث استخدمت كرموز ودلالات دينية مقدسة على جدران المعابد والمقابر لما لها من دلالات دينية مقدسة، خاصة إلى المعتقد المصري القديم . وكانت بعض هذه الطيور مقدسة، مثل طائر أبو منجل والصقر والنسر، وتم تحنيط أجسادها بعد موتها ثم وضعها داخلها. … توابيت مصنوعة من الحجر أو الفخار كما هو الحال في مقبرة “تونة الجبل” وهي أكبر مقبرة لدفن طائر أبو منجل، كما أن هناك عقوبة تنفذ ضد كل من يؤذي هذه الطيور.

وكان هناك أيضًا الهدهد الذي كان له مكانة كبيرة في الحياة المصرية القديمة، وكان يظهر باللغة الهيروغليفية ويعني الطير المتوج ḏbᴣw. فعلى سبيل المثال، تم تصويره في العديد من المقابر، مثل مقبرة “بتاح حتب” التي يرجع تاريخها. إلى الأسرة الخامسة يحملها صبي كما عثر على مناظر لطائر.

وكذلك في الحضارة الفرعونية كان النسر يرمز إلى الإلهة نخابت. وكانت إلهة النسر وتمثل صعيد مصر، وتمتد إلى أسوان للحماية. كما أشاروا إليها على أنها إحدى الأمهات في ذلك الوقت، وكان هذا النسر يظهر دائمًا خلف التاج.

بحسب دراسة “أسطورة النسر والبحث عن الخلود في الشعر الجاهلي” للباحث إحسان الديك، المنشورة في مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية، المجلد 37 عام 2010، في حضارة وادي الرافدين القديمة، فإن ظهر إله الرعد (زو) بمخالب النسر، واتخذه العرافون والكهنة وسيلة للتنبؤ والتنبؤ وريشه في الخفي كانوا يعتقدون أنه “كما يمر نسر من يمين الملك إلى يساره، ينتصر الملك أينما ذهب، وإذا اصطاد نسرًا، طار به سمكة أو طائر، ثم يلتهمه أمام الإنسان خسارة، وإذا أكل النسر حمامة فوق بيت الإنسان، فإن صاحب البيت يزداد غنى “.

وفي حضارة اليونان القديمة، ارتبط النسر النوبي بالإله “زيوس” أبو الآلهة والرجال عند اليونانيين، والذي حكم آلهة جبل أوليمبوس باعتباره الأب الوريث، وكان يطلق عليه “إله السماء” “، وهو الأمر الذي كان اليونانيون يخشونه كثيرًا، لأنه كان يتحكم في قوى الطبيعة الرهيبة مثل البرق والرعد. وعادة ما كانوا يصورونه على شكل رجل ملتحٍ كريم يرعد في يمسك بيد واحدة، وبالأخرى نسرًا منتشرًا جناحيه، أو جالسًا ممسكًا بصولجانه، واقفًا عند قدمه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top