كان لافتاً خلال الدورة السابعة عشرة للمهرجان القومي للمسرح المصري، مشاركة ثلاثة عروض مسرحية من ثلاث جهات إنتاجية مختلفة، تعتمد جميعها على نص واحد، وهو قصة “أعياد” للكاتب السويسري فريدريش دورنمات، والتي تم نشرها . في كتاب بعنوان «الأعياد» يضم ثلاث قصص: «الأعياد»، و«الأعياد»، و«أبو حنيفة وعنان بن داود» الصادر عن دار الكتب خان بالقاهرة عام 2020، ترجمة سمير. رحمة.
تدور قصة “أعياد” حول رجل أعمال شاب تتعطل سيارته في طريق عودته إلى المنزل، فيضطر إلى قضاء الليل في إحدى القرى ليستضيفه رجل عجوز كان يعمل قاضياً، وكان هو و ويتورط رفاقه في لعبة المحكمة، حتى يعتقد الشاب أنه قتل مديره بعد أن خانه مع زوجته. يشنق نفسه، وفيه يعرض المؤلف واحدة من أهم وأعمق الأفكار الإنسانية، عن الذين يرتكبون الجرائم من حولنا، دون أن تتمكن العدالة من إدانتهم، لأنهم لم يرتكبوها بشكل مادي، وعن أولئك الشخصيات. النرجسي الذي يعيش بيننا قد يرتكب العديد من الجرائم الأخلاقية دون أن يعلم، أو دون أن يبالي.
- أنطونيو مات بسبب خدعة وكليوباترا السبب.. وقائع وفاة أشهر عاشقين
- جولة فى عالم المصريين القدماء ضمن زيارات أطفال أتوبيس الفن لمتحف التحرير
- لماذا يوجد العديد من التماثيل الرومانية بدون رأس؟
صدفة أم قلة أفكار؟
من المؤكد أن تقديم ثلاث معالجات لنص واحد في فترة واحدة هو أمر مثير، ولكن ربما الأغرب من ذلك تقديم المعالجات الثلاث في المهرجان الوطني للمسرح هي واحدة من إنتاج فرقة الغد في البيت الفني للمسرح، والثانية من إندبندنت التجارب، والثالث من إنتاج قسم المسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة، وهو ما يطرح سؤالاً: هل نعاني من قلة الأفكار والكتابة لدرجة أننا نبدأ نفس القصة في عرض الروح لها معالجات مختلفة مماثلة، وإلى هذا الحد بدأنا نعاني من فقر فكري ومادي عام للمسرح فكرياً وكتابياً، أم أن هذا هو الحال؟ أليس هذا أكثر من مجرد صدفة وذهاب وإياب؟
وتثير القضية أيضًا عددًا من التساؤلات حول هذا التكرار الغريب لقصة واحدة في ثلاثة عروض ضمن نفس المهرجان، فهل جف نهر الإبداع المصري الحقيقي الخالص، لصالح نصوص مترجمة ومأخوذة من أعمال مسرحية عالمية تقول أننا لم نعد تقديم فن مسرحي مصري خالص يكيف مجتمعنا مع لحظته الراهنة ويعبر عنه لمصلحة تقديم أعمال متكررة، وكأننا فقدنا القدرة على التعبير عن القضايا المعاصرة من كتابات مصرية خالصة هذا أكرر، هل قدمت تلك العلاجات التي من المفترض تقديمها؟ وهل يختلف باختلاف رؤية كل مؤلف أعد النص وأدخل المناخ المحلي وتركه عالميا ليناسب المتلقي، أم أنه جرى في نفس فلك النص الأصلي دون أي تغيير يذكر إلا في اتجاه ما – عناصر؟
- جولة فى عالم المصريين القدماء ضمن زيارات أطفال أتوبيس الفن لمتحف التحرير
- أنطونيو مات بسبب خدعة وكليوباترا السبب.. وقائع وفاة أشهر عاشقين
نقطة عمياء
- جولة فى عالم المصريين القدماء ضمن زيارات أطفال أتوبيس الفن لمتحف التحرير
- نرشح لك.. كتب الإعجاز والإنجاز والتثقيف زمن التأفيف والإعلام الدولى والتواصل الثقافى
- عاطف أبو شهبة وملاحظات حول فلسفة المسرح في العدد الجديد لجريدة "مسرحنا"
أول معالجة قدمت عن قصة “الإجازات” كانت في العرض المسرحي “النقطة العمياء” من إعداد وإخراج أحمد فؤاد، وإنتاج مسرح الغد بالبيت الفني للمسرح تعطل سيارة آدم. السمري الذي يجسد شخصيته “نور محمود” وهو يعود إلى منزله بعد إتمام إحدى معاملاته المعتادة، وهو رجل أعمال ناجح رغم صغر سنه، في رحلة عاصفة ليلة الشتاء مما اضطره للاختباء في أقرب منزل ليجد بداخله ثلاثة من أساتذة القانون: د. ويجسد عادل أستاذ علم النفس الجنائي شخصيته “أحمد عثمان” د. كمال أستاذ القانون الجنائي، ويجسد شخصيته “أحمد السلكاوي”، د. حكيم، قاضٍ متقاعد، يلعب دوره “حسام فياض”، ومعهما الخادمة داليا التي تلعب شخصيتها “هايدي بركات”. يلعبون لعبة غريبة تسمى الملعب، وتكتمل عناصر اللعبة بحضوره، فيجد نفسه منخرطًا في لعبة يجدها مسلية في البداية، حتى يجد نفسه في قبضة الملعب ويحاول الهروب من هذا. لعبة.
جريمة بيضاء
أما المعالجة الثانية التي قدمت فهي مسرحية “الجريمة البيضاء” للمخرج سامح بسيوني وإعداد الكاتب والشاعر يسري حسن. هذا أحد العروض المستقلة التي تنتجها المنتجة أروى جودة، تاجرة المنسوجات في إحدى القرى الصغيرة النائية في سويسرا، والتي يجسد دورها الفنان ناصر سيف، لا يحصل على غرفة شاغرة، لكن مدير الفندق ينصحه. للذهاب إلى منزل القاضية المتقاعدة “العذراء”. ويلعب دوره الفنان أيمن الشيوي الذي اشتهر في المنطقة باستقبال الغرباء لدرجة أنه لا يتردد في استضافتهم في منزله، تجد عددا من أصدقاء القاضي المتقاعدين ومن بينهم وكيل نيابة متقاعد. الذي يجسد دوره الفنان علاء القوقا المحامي، ويجسد دوره خالد محمود الذي يلعب كل ليلة لعبة غريبة: كانوا عقد “محاكمة” يتحررون فيه من قبضة القوانين البالية، ويدخل الضيف في اللعبة بسبب إصرار الآخر على… الدخول فيها وإجراء محاكمة ضده.
اللعبة
أما المعالجة الثالثة التي قدمت في المهرجان، والتي تقدمها فرقة قصر ثقافة سوهاج القومي، فهي العرض المسرحي “اللعبة” على مسرح قصر ثقافة أسيوط. يعتمد الأداء على نص “اللعبة القاتلة” للكاتب السويسري فريدريش دورنمات. إعداد وإخراج مصطفى إبراهيم السيد، وتدور أحداث العلاج حول عدد من الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، من خلال قصة مسافر تتعطل سيارته في بلدة غريبة، يسكنه أهلها ويقنعونه بذلك. يلعب بهم، ويُسجن على أخطاء لا يعاقب عليها القانون، بل تعاقب عليها الإنسانية!