تم الانتهاء من إنشاء أول خط تلغراف عبر المحيط الأطلسي في مثل هذا اليوم، 5 أغسطس 1858، وهو إنجاز تحقق إلى حد كبير من خلال جهود التاجر الأمريكي سايروس ويستفيلد، وتم تحقيقه بعد عدة محاولات فاشلة.
ومما جاء في كتاب “الصحافة: مفهومها وأنواعها” لعلي كنعان: أن اختراع التلغراف جاء عام 1837، بين يدي ف. كود مورس؛ لقد كانت بمثابة ثورة في عالم الاتصالات، وغيرت وجه الصحافة، وجعلت من تطور وكالات الأنباء حقيقة ثابتة يقول جوردون بينيث في مقال له، عام 1844، في صحيفة نيويورك هيرالد: “نقل الأخبار عن طريق التلغراف وسوف يوقظ كل الجماهير، ويجعلها أكثر اهتماما بالشأن العام، وسوف يزيد المفكرين والفلاسفة والمثقفين أكثر فأكثر. جماهير مثيرة. تفكير أعمق من أي وقت مضى.
- دار الكتب تنعى والدة وزيرة الثقافة
- ذاكرة اليوم.. إعدام السلطان طومان باي وميلاد دافنشى ووفاة سارتر
- بلدنا الحلوة.. مجمع الفنون "قصر عائشة فهمى" يمزج بين الفنون وأصالة التاريخ
وبمجرد أن بدأ استخدام التلغراف في إنجلترا عام 1845، بدأ مد الأسلاك بين المدن الأخرى، وفي عام 1851 تم ربط فرنسا مع إنجلترا عن طريق التلغراف، عن طريق خط من الأسلاك تم تمديده تحت سطح البحر بين كيب. جرين ودوفر، وبمجرد حلول عام 1852، وصل طول خطوط الهاتف؛ وفي الولايات المتحدة الأمريكية، ارتفع 16.735 ميلاً إلى 50.000 ميلاً في عام 1860، ووصل إلى 110.727 ميلاً في عام 1880. وفي عام 1858، تم ربط أوروبا بأمريكا، عبر خط من الأسلاك الممتدة تحت مياه المحيط الأطلسي، لكنها توقفت عن العمل بعد الرسالة. رقم 269.
ومن المثير للاهتمام أن أول برقية تم بثها على هذا الخط كانت عبارة عن رسالة تهنئة من الملكة فيكتوريا إلى الرئيس الأمريكي بوكانان، الذي لم يصدقها وظن أن الأمر مجرد خدعة، إلا أن الملكة ردت عندما أكد له المسؤولون أن كان الاختراع حقيقة، وتم تمديده مرة أخرى. وعبر هذا الخط المحيط الأطلسي، في 28 يوليو 1866، واستخدمته الصحافة على نطاق واسع، وفي العقد السابع من القرن الماضي تم الاتصال، عن طريق البر والبحر. بين بريطانيا والهند واليابان، وامتدت الخطوط بين أمريكا. وجزر الهند الغربية من جهة، وبينها وبين أمريكا الجنوبية من جهة أخرى، وبما أن تكلفة بناء هذه الخطوط مرتفعة جداً؛ لقد تطلب الأمر جهودًا متضافرة لإنشاء نقابات ووكالات يمكنها تغطية هذه النفقات.
