احتال على رأسه عفريت.. حكاية أشهر معركة أدبية بين طه حسين وزكي مبارك

اليوم هو الذكرى الـ 132 لميلاد الأديب الكبير زكي مبارك. ولد في 5 أغسطس 1892. هو الكاتب والشاعر والصحفي والأكاديمي العربي زكي مبارك. درّس لعدة سنوات في الجامعة المصرية وعمل مفتشاً عاماً للغة العربية.

ولم يحصل زكي مبارك على نصيبه من المناصب لسببين رئيسيين: الأول: معاركه الأدبية مع أقطاب عصره مثل طه حسين وعباس العقاد والمازني وغيرهم. واشتبك طه حسين مع زكي مبارك (1892-1952) في مواجهة قوية وعنيفة وعنيفة. وكانت المواجهة بين الرجلين فكرية ثم تحولت إلى خلاف شخصي حاد استمر قرابة 9 سنوات، وعرف في الأدب العربي بالصراع من أجل الوجود.

يعود الخلاف الفكري بين طه حسين وزكي مبارك إلى أمرين: كان طه حسين يعتقد أن العقل اليوناني هو منبع الحضارة وأن عقلية مصر هي عقلية يونانية وأن مصر يجب أن تعود إلى ثقافة وفلسفة احتضان اليونان، بينما وكان زكي مبارك ضد هذا الاتجاه اليوناني، واتهم طه حسين بنقل ومتابعة آراء المستشرقين والأجانب.

أما الأمر الثاني فيتعلق بأطروحة النثر الفني. وبحسب زكي مبارك فإن أصل النثر الفني عند العرب يعود إلى ما قبل الإسلام، على عكس طه حسين الذي يتمسك بالمذهب الاستشراقي ويدافع عن الرأي القائل بأن النثر الفني هو فن اكتسبه العرب بعد الإسلام ولم يكن كذلك. معروف لا. حتى أواخر العصر الأموي عندما اتصل العرب بالفرس.

وجاء في كتاب “معارك النقاد بين المبتدعين” لـ”أنور الجندي” أن هذه هي أعظم معركة أدبية وقعت بين زكي مبارك وطه حسين من جهة، وقد جرت من عام 1931 إلى عام 1940 في عدة استمرت المراحل. ومنها التنافس الفكري ثم التنافس “الوجودي” عندما طُرد طه حسين من الجامعة، وأشعل سلامة موسى وإبراهيم المازني، ثم تحول إلى تنافس حقيقي وصداقة كانت من خلال “علاقة واسعة” التنافس عندما ينتج طه حسين كتب شيئًا أو كتب عن شيء ما”. ثم تحول هذا الخلاف إلى صراع شخصي عندما عاد طه حسين إلى الجامعة المصرية بعد الأزمة السياسية التي عاشها نتيجة كتابه “في الشعر الجاهلي”. العقد وفصله من الجامعة.

يذكر أن عميد الأدب العربي طه حسين، وصف زكي مبارك بالرجل الذي في رأسه شيطان، فرد عليه الأخير بقوله: الرجل الذي لا ينفرد بقلمه إلا وقد كان له شيطان دخلت. رأسه إنها كلمتك، وأنا أسعد بها، وهي متكبرة، فما هو الشيطان الذي يشغل رأسي عندما أكون وحدي؟ هل هو على حق فإذا كان الأمر كذلك، فأنت تشهد لي بالعبقرية، وما قاله طه حسين ما هي العبقرية إلا لمن ينازع رجلاً مثلك في سبيل الحق؟ ما الفائدة التي أرجو أن أحصل عليها من القتال معك، إذا كنت رجلاً يضر وينفع؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top