الشجرة هي عنصر كان موجودا منذ زمن طويل في الأساطير الشعبية وفي أساطير الشعب القديم مقدسا كإله ورمز مقدس عظيم، وكان الناس في العصور البعيدة ينظرون إليها بنظرة إجلال وإجلال.
ولعلها لم تختف في الديانات السماوية، حيث أن أتباع الديانات الإبراهيمية الثلاث يقدسون بعض الأشجار، مثل شجرة البقاوي في الأردن والتي تعرف أحيانا بشجرة النبي، إذ يعتقد أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام، استظل تحته في إحدى رحلاته إلى الشام. ورغم عدم ثبوت ذلك، إلا أن الكثير من الناس يزورون الشجرة كل عام تخليدًا لذكرى النبي محمد والتبرك بها، حيث يعلقون منها قطعًا من القماش الأخضر، وكذلك شجرة المارية في حي المطرية، التي يقع تحتها ويعتقد أن السيدة مريم وطفلها يسوع المسيح استراحا عندما زارا مصر. توجد أيضًا شجرة الغابة في St. دير القديسة كاترين، وقدسية “الغابة” ترجع إلى كونها الشجرة التي احتضن بها سيدنا. خاطب موسى ربه عز وجل.
في الحضارات القديمة كانت الشجرة تُعبد إما بمفردها أو مع مجموعة من الأشجار، حيث وجدت آلهة الأشجار في العديد من المشاهد على جدران المقابر واللوحات والبردي والتوابيت، إلا أن الباحث يركز على تلك المشاهد على جدران التوابيت ومن أبرز الحضارات التي قدس الأشجار:
- معرض عن العمارة والفنون فى دولة المماليك بمتحف اللوفر
- قطع أثرية مصرية تعرض للبيع فى مزاد عالمى بنيويورك أبريل المقبل
- كيف نحمي حقوق الإبداع فى عقود النشر؟ الناشرين العرب بالشارقة للطفل يجيب
الفراعنة
وبحسب دراسة بعنوان “مناظر إله الشجرة على التوابيت في مصر القديمة” للباحثة شيرين محمد حافظ: أصل فكرة إله الشجرة يعود إلى نصوص الأهرام، ولكن يلاحظ أنه لم يظهر عمومًا إلى بداية عصر الدولة الحديثة (أول ظهور لها في مقبرة تحتمس الثالث) وبعد ذلك استمر ظهورها بشكل شائع في توابيت الأسرة الحادية والعشرين، ومؤخرًا في العصر الحديث. تظهر بردية كتاب الموتى. يمثل إله الشجرة في مصر القديمة أهمية كبيرة بالنسبة للمتوفى في العالم الآخر، حيث عرفت الحضارة المصرية القديمة العديد من آلهة الأشجار مثل حتحور، نوت، نيت، ميريت سيجر وإيزيس، ويتم تمثيلهم في معظم المناظر المأخوذة من قلب الشجرة ويقدم للمتوفى في العالم الآخر أنواع كثيرة من الهدايا مثل الماء البارد والطعام والخبز والحليب.
الأكادية والبابلية
وبحسب الكاتب والباحث اللبناني كلود أبو شقرا، فإن الشجرة في بابل كانت تمثل جميع أشكال الشجرة الكونية ومقر إله الخصوبة والعلوم الثقافية، وكانت مثوى الإلهة الأم إلهة الإنجاب. والخصوبة للماشية والزراعة. وفي اللوحات الدينية البابلية تحيط النجوم والطيور والثعابين بالشجرة الكونية.
وينقل الباحث اللبناني ما قاله الأب سهيل قشا عن مفهوم الشجرة في هذه الحضارة: “الأكادية تعني الألوهية، لأن كلمة (إيلانا) مركبة من إيل-آنا وتعني الإله أنا، وهي بالفعل الحقيقة”. حيث إيلانا-إيل-آنا هو الله – الله – الله منذ أن كان الإنسان الأول في بلاد ما بين النهرين، إذا جاز التعبير، أول من عبد الشجرة التي أكل من ثمرها وبيته من جذعها وأوراقها (الفروع) بنيت. وكان يستدفئ بحطبه، ويصنع من حطبه جميع أدوات بيته. بالنسبة له كانت الحياة.
- حضور مصرى وعربى فاعل فى مهرجان الشعر العالمى فى الصين
- فكرت فى يوم تشم رائحة لوحة.. متحف بولندى يدرس التجربة مع سيدة دافنشى
- رامبرانت فى ذكرى ميلاده.. لوحاته تباع بملايين الدولارات
العرب قبل الاسلام
وبحسب دراسة بعنوان “عبادة الأشجار عند العرب في الجاهلية” فإن العرب كانوا يعبدون الأشجار والنخيل كما كانوا يعبدون الآثار والأصنام والحيوانات والكواكب والنجوم والشمس والقمر في كتاب “الآل”. “- “مفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام” لجواد علي أن: “”من مظاهر الشرك أن تظهر في عبادة الأشياء الطبيعية المحسوسة، عبادة الأشجار، وهي عبادة عامة”” وهو ما أشار به ابن الكلبي إلى نخلة نجران، وهي نخلة كبيرة يعبدها أهل الأرض، “كانت تقيم في كل عام وليمة، فيعلقون كل ثوب جميل يجدونه وحلي النساء، فذهبوا هناك ذات يوم وكرسوا أنفسهم لها في يوم آخر.” ومنهم العزى وذات أنواط يخبرنا خبر ذات أنوات، فيقولون: “ذات أنوات: شجرة خضراء كبيرة، كان يأتي بها الجاهلية كل عام احتراما لها. فعلقوا عليه أسلحتهم فذبحوه» هناك، وهو قريب من مكة، وذكر أنهم كانوا إذا حجوا ألدلوا عليهم ثيابهم، ودخلوا الحرم بلا ثياب، احتراما للبيت، وذلك ولهذا سُميت ذات أنوات: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنوات كما لهم ذات أنوات.
- تكريم الفائزين بجوائز الدولة التقديرية من عام 2019 وحتى 2024.. صور - اليوم السابع
- فكرت فى يوم تشم رائحة لوحة.. متحف بولندى يدرس التجربة مع سيدة دافنشى
- حضور مصرى وعربى فاعل فى مهرجان الشعر العالمى فى الصين
أما ابن إسحاق فيشرح لنا دين العرب في ذلك الوقت في كلامه عن بداية ظهور المسيحية في نجران: فيقول: “وأهل نجران كانوا على دين العرب في ذلك الوقت، ويعبدون بين ظهورهم نخلة شامخة لها عيد في كل عام. 4).
المكسيكيون القدماء
وجاء في كتاب “فرح أنطون: حياته – أدبه – مقتطفات من أعماله” أن أهل المكسيك، قبل اكتشاف الإسبان لبلادهم، كانوا يقيمون كل عام حفلاً كبيراً على جبل به أشجار الطقسوس الكثيرة، و كان الكاهن يأتي بأكبر رجل بين أسرى الحرب عندهم ويرميه تحت الشجرة، ثم يضع شيئا به ثقب في صدره ويحضر غصن شجرة، ثم يبدأ به بعنف، متواصل، شديد. الحفرة حتى تظهر النار. يتم إشعال العصا باحتكاك شديد، مما يؤدي بعد ذلك إلى فتح صدر السجين وسحب قلبه. لتكون هدية للنار المقدسة الجديدة. يتجمع الناس عند سفح الجبل، وعندما تظهر النار الجديدة، ترتفع هتافاتهم وصرخاتهم. لأنه يعتبرها كل عام علامة على أن الحياة في هذا العالم لن تتوقف.
الهنود
في الحضارة الهندية القديمة تظهر الشجرة المقدسة المطهرة الإلهية أو الإلهية، وهي شجرة تعتبر مقدسة، أو تستحق الاحترام أو التبجيل الروحي. تظهر مثل هذه الأشجار عبر تاريخ العالم في ثقافات مختلفة، بما في ذلك الأساطير الهندوسية القديمة والأساطير اليونانية والسلتية والجرمانية. كما أنها لا تزال تحمل معنى عميقًا في الثقافة المعاصرة في أماكن مثل اليابان (شجرة شينبوكو)، وكوريا (دانغسان نامو)، والهند (شجرة بودي)، والفلبين، والمزيد. تعتبر عبادة الشجرة جزءًا أساسيًا من الأديان التي تتضمن الجوانب الروحانية كعناصر أساسية في معتقداتها. وهذا الاعتقاد هو الاعتقاد الصديق للبيئة بأن الأشجار والغابات والأنهار والجبال وغيرها. يجب أن يكون لديك قوة حياة (“أنيما”). الحفاظ عليها واستخدامها بطريقة مستدامة.