أرى الرمال الصفراء تمتد عبر الرؤيا، من كل جانب، مما يدل على الخراب والعطش، وعطش النفس والجسد الذي يشبع منه، أحمل في يدي عصا وقارورة ماء خوفا من الموت، لكن الروح تضيع وسط هذه الرمال، وكلما مررنا بها، يجتاحني شعور آخر، ربما عصا أمان، كم من الطرق والدروب مثلت لي أشياء كنت أعتبرها جيدة وغاضبة، أو لتصنيف الإنسان. هياكل عظمية مملوءة بالخوف والجوع والرعب، ورؤوس بشرية، تطل من زواياها. كنت أتحدث عن الأمر أحيانًا، وألوم، وأبكي، وأبتهج. كان الأمر كما لو كنت حواء مع خرافها. وحمارها الذي ركبته في طريقها إلى العشب. لم أكن أعرف إذا كنت أبحث عن العشب لأغنامي، أم أنني استخدمته كذريعة أثناء بحثي عن آدم في كل الزوايا والدروب . مازلت على قيد الحياة، وأستطيع أن أواصل بحثي عنه، لم أتوقف عن تخيله، رغم أن اهتمامي بالقطيع كان أشد في البداية..
لقد كبرت الآن، وسط هذا الكم الهائل من العدم الذي يحيط بي في عالمي، والذي يجعلني أشعر بالشبع والفراغ في نفس الوقت. لم تكن الرمال فقط هي التي ألهمت هذا القدر من الخيال بالنسبة لي، ولكن القدر الأكبر جاء من نفسي المزعجة دائمًا، ولم أشعر بالعطش أبدًا لعدة أيام.
- خالد دومة يكتب: جنون الإرهاب
- على ماهر يعيد ترتيب دفاعات المصري لوقف نزيف النقاط بالكونفدرالية
- تلاميذ شادي عبد السلام وأسرار لم تنشر فى صالون نفرتيتي الثقافي
لقد تحدثت عن الأشياء، أوراق الأشجار، الشجرة التي عشت بها. أصبحنا أصدقاء وتهامسنا في كل ما يضايقنا في الحياة، ولم أشعر قط أني حمل ثقيل عليها، ركبت حماراً ومشيت بين قطيع الخرج، أراضي وأراضٍ، أمر بها، وخالية الأرض ولكن العالم يعرف غير الإنسان أو البعيد عنه، وعالمي المفضل تعودت على الأشياء التي قابلتني، كنت أنا وقطيعي منشغلين بحركة الرصاص، وضع الخطط وتنفيذها، كل ما كان عليهم فعله هو الطاعة العمياء، في تنفيذ إرادتي مع تلك القيادة، عندما لم يكن إخوتي ولا والدي حاضرين، كانوا حاضرين، كنت أنا وهم في خدمة الأقوى، والدي أو أخي لقد خدعت نفسي بأنني صاحب قرار ورأي يجب تنفيذه، لأنه الرأي الصحيح والحكيم، حتى لو كنت مجرد متابع، لكني أرتاح نفسي بهذا الخيال.
ما أجمل الخيال لأنه يساعدنا دائمًا ويريحنا ويمهد لنا لقبول الحياة أو التقليل من قسوتها التي تقتلنا أحيانًا بكل عنف وطغيان، دون رحمة أو شفقة، بل هي قوة غاشمة. التي تسقط علينا، تدمر وتسحق، وتتفرق وتتفرق، لقد دهشت عندما تستقبل هذا العدد الكبير من الناس كل يوم، في جميع أنحاء العالم، ثم يبتعد الناس مثلي عن ضجيجها، وعندما أعطي. ولادة عنزة تنبض بالحياة، خروف صغير تتعثر خطواته على الأرض، وقت الولادة رضعتها كالطفل من الزجاجة، ووضعت عليها وسادة الثدي التي كنت أضعها فوق أمومتي المحسوسة ركضت في أعصابي، أرضعتها، علمتها المشي، أخذتها إلى الحياة، كبرت يوما بعد يوم. ثم أعطيناها للجزار، فصار طعاماً ولباً. التي يتجمع حولها مجموعة من الناس، ويطيرون فرحًا وسعادة. يتم إلقاء النكات، وتتسع الأفواه.
- العثور على سهام وشظايا سيوف ورماح بساحة معركة ملاذكرد تعود للقرن الـ11
- على ماهر يعيد ترتيب دفاعات المصري لوقف نزيف النقاط بالكونفدرالية
كنت دائما أقول في نفسي يا لها من قسوة يا خروفتي الصغيرة يا صغيرتي لتؤكل وأضحك عليها فكرت بعقل طفل وقلب طفل يذبحون وحفلة وضحك تقام على طاولاتهم. إنهم يأكلون في حياتهم ويجرون محادثات لا نهاية لها تمتد إلى أينما كانوا.