30 يوليو 1952 تاريخ إلغاء الألقاب والرتب.. حكاية الألقاب في مصر من علية القوم إلى عامة الشعب

“يوم سعيد يا باشا – أهلا بك يا بك – لا تكن ذكيا يا هانم، هذه ألقاب يستخدمها عامة الناس للتعارف على بعضهم البعض، إما لتربية شخص ما أو للسخرية منه، لكنها في الحقيقة منذ بضعة قرون مضت. ، كلقبًا لأصحاب المكانة الرفيعة في البلاد، حيث كان يُطلق عليهم من قبل الحاكم؛ مقدراً جهودهم في خدمة الوطن والشعب للأسف!

وهذا التظاهر جعل البعض ينالون تكريماً لا يستحقونه، وأعطاهم القدرة على قمع الناس، والسؤال هنا: ما أصل هذه الألقاب، وكيف وصلت إلينا؟
“باي، باي، باي، باي” كلها مرادفات لكلمة واحدة، وبالتركية تعني القائد أو السيد أو رأس القبيلة، وهي فارسية الأصل، وتعني الحكيم أو القديس لها في اللغة. العصر الإسلامي كان يعني الأمير، وأول من استخدمها هو ترغك باي، مؤسس الدولة السلجوقية، وانتقلت فيما بعد إلى المماليك، الذين أطلقوها على حكام دولهم، وعلى الكبار. أمير أيضا.

أما العثمانيون فقد أعطوه للأمير عثمان بن أرطغرل مؤسس الدولة العثمانية، وبعد ذلك بدأ اللقب يطلق على أصحاب المناصب في الدولة وضباط الجيش، حتى قرروا منح لقب طيار جديد، أطلقوا عليه اسم الباشا ويعني الرئيس أو الرئيس، وبدأ يمنح لولاة الولايات وحاملي… أعلى الرتب في الجيش، والصدر الأعظم، والعثماني ويمنح السلطان هذه الألقاب لمن يستحقها -من وجهة نظره-.

أما مصر تحديدا، فقد كان محمد علي باشا هو الممنوح لهذه الألقاب، بعد استقلالها الجزئي عن الدولة العثمانية، وتولى الحكام من بعده تلك المهمة الخديوي إسماعيل وأبناؤه وأحفاده، ويحملون هذه الألقاب رجال القصر وأعضاءه. من العائلة المالكة والأشراف وبعض الأعيان من أهل مصر، أو الأجانب من جنسيات أخرى، ولكن بعض الأعيان اشتروا هذه الألقاب، عن طريق الهدايا لرجال القصر، للتوصية بها عندما كان الخديوي، وتقول بعض المصادر، إن مصطفى كامل هو الوحيد الذي أخذها دون أن يشتريها.

وبعد أن تحولت مصر إلى مملكة، صدرت مراسيم بمنح لقب البكالوريا لبعض الموظفين الذين تجاوزت رواتبهم 1000 جنيه سنويًا، بينما مُنحت الباشاوية لمن تجاوز راتبه 1800 جنيه سنويًا أكثر من جنيه من الأشخاص الذين حصلوا على لقب البكالوريا د. علي مصطفى مشرفة عميد العلوم بجامعة فؤاد الأول، حصل على الباشاوية عندما صدر قرار بتعيينه مديراً للجامعة. وتزامن ذلك مع زيارة الملك عبد العزيز آل سعود لمصر، لكنه أعفي من المنصب لاحقا بسبب غضب الملك فاروق عليه.

وعلى ذكر الملك فاروق، تجدر الإشارة إلى أن بعض رجال الأعمال حاولوا شراء هذه الألقاب بالمال، وتعمدوا دفع رشاوى شخصية للملك، ووصل بعضهم إلى الوزارة أكثر من مرة.

أما لقب هانم فهو من أصل عثماني، وكان يطلق في مصر على النساء المقربات من العائلة المالكة وبنات المشاهير.

وفي 30 يوليو 1952 صدر قرار من مجلس قيادة الثورة ومجلس الوزراء بإلغاء الألقاب والرتب المدنية بكافة أشكالها، وبدأ مخاطبة الجميع بلقب السيد أو الأستاذ أو الشرفاء، بينما وكانت النساء يخاطبن بألقاب مثل: الآنسة، سيدتي، والأستاذة.

لكن هذه الألقاب عادت بقوة إلى العلن، وبدأ منحها لرجال الأعمال وكبار الموظفين ورجال القانون وضباط الجيش والشرطة، حتى بدأ عامة الناس بمنحها لبعضهم البعض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top