اليوم ذكرى معركة صفين، على ضفاف نهر الفرات في العراق، بين جيش خليفة المسلمين علي بن أبي طالب، وجيش والي الشام معاوية بن أبي سفيان. واستمرت الاشتباكات بينهما لمدة ثلاثة أيام وانتهت دون حل. وهذا واحد من أحداث كثيرة جرت خلال عملية التحكيم في شهر رمضان سنة سبع وثلاثين هجرية، عندما قام معاوية بن أبي سفيان. رفض مبايعة الإمام علي بن أبي طالب كخليفة. فإن المسلمين رضي الله عنه كانوا يعتقدون أنه وعد بدماء عثمان، وأنه لا بد من الانتقام من هؤلاء القتلة، وأنه لا يجوز له بأي حال من الأحوال أن يتهاون. وهذه الحالة كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يرى أن هذه الجماعة هي الوحيدة التي تحررت من واجب الدولة الإسلامية برمتها، ولذلك يجب محاربتها لإعادتها إلى مجتمع المسلمين الحق.
- صدر حديثًا.. "زينبيات 3" لزينب وهبة فى معرض إسكندرية الدولي للكتاب 2024
- هذه ليلتى في عتبات البهجة الحلقة 9.. أغنية لها قصة مع كوكب الشرق
- سينما الشعب وحفلات ولقاءات فنية.. ما قدمته وزارة الثقافة فى العيد
عميد الأدب العربي د. ويقول طه حسين في كتابه «علي وبنيه» إن عليًا وأصحابه -وهم كثيرون من المسلمين- اعتقدوا أن معاوية وأصحابه قد طغى، وذهب علي إلى معاوية وأولئك. معه من الشام، وردوا رسله وأبوا أن يكون بينه وبينهم إلا السيف، ثم ذهب معاوية وأصحابه إلى الماء، ففضلوه على أنفسهم، وأرادوا إطفاء علي ومن معه. عطش أصحابه، فاقتتل الفريقان على الماء حتى صفى لعلي، ثم أذن لمعاوية. وأصحابه يريدون ويشربون، فإن هؤلاء فريقان من المؤمنين اقتتلوا.
- بيع عملة معدنية غير قانونية تعود إلى الثورة الأمريكية بـ2.5 مليون دولار
- وزير الثقافة ناعيًا الفنان مصطفى فهمى: فقدنا فنانًا متفردًا
- صدر حديثًا.. "زينبيات 3" لزينب وهبة فى معرض إسكندرية الدولي للكتاب 2024
ثم أرسل علي سفراءه إلى معاوية وعرض عليه الطاعة وعدم تفريق المسلمين، فلم يجدوا فيه خيرا، فتقاتلوا أياما قليلة ثم إجازة شهر المحرم وحاول أصحابه الصلح، فلم يجدوا ردا من أهل الشام، فقاتلوا في صفر، وكان عليهم أن يستمروا في القتال على أساس الآية الكريمة، حتى معاوية و لقد جاء أهل الشام إلى أمر الله، وعندها تنتهي الحرب عليهم ويرفع عنهم السيف ويصبحون خصمًا لهم. أيها الإخوة، ويجب أن يكون هناك صلح بين الأخوين.
وكاد جيش علي أن يهزم الطائفة المخالفة ويجبرها على الخضوع لأمر الله، لكن القرآن حذف، وتوقفت الحرب، ودخل الشعب في حكومة مبهمة وغامضة ليس لها فرصة للوضوح أو الوضوح. فمن قال: “لا حكم إلا لله” لم يخطئ. ولذلك فقد قضى الله أن يستمر القتال حتى يستسلم معاوية وأصحابه، وليس هناك دليل أوضح على ذلك من أن علي نفسه -وهو الإمام- رفض الاغترار برفع القرآن وقال قال: معاوية ورجاله المتواضعون ليسوا أهل دين ولا قرآن، بل يمكرون ويخدعونهم ويخافون من حرارة السيف. ولذلك كان الإمام يعتقد أن لا حكم إلا لله، وأن الطريق إلى حكم الله هو القتال حتى يستسلم أهل الشام، لكن كثرة أصحابه لم يغيروا مذهبه وأجبروه على فعل شيء آخر. مما كان يحبه، فكانت تلك الحكومة.
- تعرف على أساسيات كتابة النص المسرحى فى مكتبة المستقبل
- اكتشاف شكلا جديدا من التضحية بتحليل مدافن قديمة فى بيرو تشمل الأقارب
وبعد مقتل طلحة والزبير، وبعد أن اشتدت قوته واشتدت سطوته، رأى معاوية أن أمر الخلافة ينبغي أن يكون شورى بين المسلمين، وكان علي يعتقد أنه قبل البيعة يبايعه. ثم له البيعة من جمهور المسلمين عامة، ومن المهاجرين والأنصار خاصة، ولم يبق لمعاوية إلا أن يدخل فيما دخل فيه الناس.
ويدخل معه أصحابه من الشام. فإن لم يفعلوا فهم الفئة المخالفة التي أمر المسلمون بقتالهم إذا رفضوا السلام وكرهوا السلام حتى يطيعوا أمر الله. فلماذا لم يحدد الفريقان ذلك في أوراقهم؟! والحقيقة أنهم لم يذكروا الخلافة أو الشورى في الصحيفة إطلاقاً! والغريب أن هذه الوثيقة التي روىها المؤرخون أرضت الطرفين المتنازعين. ولم ينفوا أنه كان غامضا أو عاما أو غامضا، مع أنه من أكثر ما كان عليه المسلمون من غامض وعمومي وغامض. مكتوبة حول موضوع القضية التي كان ينبغي تحديدها بشكل محدد لا لبس فيه!
- بيع عملة معدنية غير قانونية تعود إلى الثورة الأمريكية بـ2.5 مليون دولار
- كيف اكتشف القدماء "الفشار" منذ ما يقرب من 7000 سنة؟
- سينما الشعب وحفلات ولقاءات فنية.. ما قدمته وزارة الثقافة فى العيد
والرأي الأرجح هو أن من كتبوا بحث المجموعتين لم يهتموا بالدقة أو التحديد، بل كانوا يكرهون الحرب، ويتعبون من القتال، ويتوقون إلى السلام. وكان يكفي أصحاب معاوية أن تتراجع الحرب عنهم وأن يختلف أهل العراق، ويكفي عامة أهل العراق أن يعودوا إلى السلام، وكان منهم الماكرون، إذا كان الظن أنني المقبول أعلاه صحيح، فهم يخشون أن تكون المسألة غامضة والحدود غير واضحة. ويرون أنه أنفع لمعاوية، وأضر لعلي، وأشد ضررا لهم. السلطان والملذات الدنيوية هي ما يريدون.
كل هذا يوضح لنا الخلاف الذي حدث بعد كتابة هذه الورقة، والتحالف بين أهل الشام. والأغلب أن علياً قد ضاق ذرعاً بأصحابه حين رأى أنهم يخالفونه في كل ما أمر به. افعلها أو قدم لها النصيحة.