تأميم قناة السويس.. نص القرار التاريخي للزعيم جمال عبد الناصر

تحل اليوم الذكرى الـ 68 للقرار التاريخي الذي اتخذه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بتأميم شركة قناة السويس البحرية الدولية، وهي شركة مساهمة مصرية، خلال خطابه الشهير الذي ألقاه في يوليو من ميدان المنشية بالإسكندرية للشعب المصري. 26 أكتوبر 1956، أعلن فيه خطابه الشهير “… سيتم تأميم شركة قناة السويس الدولية من قبل شركة مساهمة مصرية. وجاء هذا القرار ردا على سحب الولايات المتحدة وبريطانيا والبنك الدولي عروضها”. لتمويل السد العالي.

وفي السطور التالية نعرض نص القرار التاريخي للزعيم الخالد، الوارد في خطابه الشهير في المنشية، والذي قال فيه:

ولهذا وقعت اليوم وأقرت الحكومة القانون التالي:

قرار من رئيس الجمهورية بتأميم شركة قناة السويس البحرية الدولية. (تصفيق وهتاف).

باسم الشعب.. باسم الوطن

رئيس..
مادة 1: يتم تأميم الشركة الدولية لقناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية، وتنتقل جميع أموالها وحقوقها والتزاماتها إلى الدولة، وتحل جميع الهيئات واللجان التي تتولى إدارتها حاليا، ويتم تعويض المساهمين وحاملي الأسهم التأسيسية عن الأسهم والأسهم التي يملكونها بقيمتها المقدرة وفقاً لسعر الإغلاق قبل تاريخ نفاذ هذا القانون في باريس. البورصة: هذا التعويض سوف يسلم للدولة جميع أموال وممتلكات الشركة المؤممة.

مادة 2: يتولى إدارة مرفق مرور قناة السويس مرفق عام مملوك للدولة يصدر بتشكيل هذه الهيئة قرار من رئيس الجمهورية، ويكون له – لغرض إدارة المرفق – كافة السلطات اللازمة لهذا الغرض. دون التقيد بالأنظمة والشروط الحكومية.

مع عدم الإخلال برقابة ديوان المحاسبة على الحساب الختامي، تكون للهيئة موازنة مستقلة يتبع في إعدادها القواعد المطبقة على المشاريع التجارية. وتبدأ السنة المالية في أول يوليو وتنتهي في آخر يونيو من كل عام، ويصدر باعتماد الميزانية والحساب الختامي قرار من رئيس الجمهورية. تبدأ السنة المالية الأولى من تاريخ العمل بهذا القانون وتنتهي في نهاية يونيو 1957. ويجوز للهيئة تفويض واحد أو أكثر من أعضائها لتنفيذ قراراتها أو القيام بالأعمال المنوطة بها. كما يجوز لها تشكيل لجان فنية من أعضائها أو من غيرهم. لاستخدامها في البحوث والدراسات. ويمثل رئيسها الهيئة أمام الجهات القضائية والحكومية وغيرها، ويمثلها في تعاملاتها مع الغير.

مادة (3) : يتم تجميد أموال وحقوق الشركة المؤممة في جمهورية مصر وخارجها، ويحظر على البنوك والهيئات والأفراد التصرف في تلك الأموال بأي شكل من الأشكال، أو صرف أي مبالغ أو أي مطالبات أو ديون يجب سدادها عليها إلا عن طريق قرار من الهيئة المنصوص عليها في المادة الثانية.

القسم الرابع: تحتفظ الهيئة بجميع الموظفين والمستخدمين والعاملين الحاليين في الشركة المؤممة، وأن يستمروا في أداء عملهم، ولا يجوز لأي منهم أن يترك عمله أو يتخلى عنه بأي شكل من الأشكال أو لأي سبب من الأسباب. إلا بإذن الهيئة وفقا لما هو منصوص عليه في المادة الثانية.

المادة 5: كل مخالفة لأحكام المادة الثالثة يعاقب عليها بالسجن والغرامة التي تعادل ثلاثة أضعاف قيمة الأموال موضوع المخالفة. في حالة أي مخالفة لأحكام المادة الرابعة، يعاقب مرتكبها بالسجن، بالإضافة إلى الحرمان من أي حق في المكافأة أو المعاش أو التعويض.

المادة 6: ينشر هذا القرار في الجريدة الرسمية، ويكون له قوة القانون، ويعمل به من تاريخ نشره، ولوزير التجارة اتخاذ القرارات اللازمة لتنفيذه.

المواطنين:
لن نقوم بتمكين المستعمرين أو الطغاة. ولن نقبل أن يعيد التاريخ نفسه مرة أخرى. فلنبني مصر قوية وصلبة نمضي قدماً نحو الاستقلال السياسي والاستقلال الاقتصادي نمضي قدماً نحو اقتصاد وطني من أجل كل هذا الشعب لندمر آثار الماضي وآثار الاستعباد وآثار السيطرة.

واليوم -أيها المواطنون- عادت الحقوق إلى أصحابها… عادت إلينا حقوقنا في قناة السويس بعد مائة عام. اليوم نصل إلى بناء السيادة الحقيقي، ونصل إلى البناء الحقيقي لمباني العزّة. والكرامة.

وكانت قناة السويس دولة داخل الدولة، وهي شركة مساهمة مصرية، لكنها كانت تعتمد على المؤامرات الخارجية، وكانت تعتمد على الاستعمار وعملاء الاستعمار. قناة السويس بنيت من أجل مصر ولمصلحة مصر، لكن قناة السويس كانت مصدر استغلال واستنزاف للمال. وكما قلت لكم قبل قليل، ليس عيباً أن نكون فقراء أو نعمل لبناء بلدي، ولكن العيب هو مص الدماء وامتصاص حقوقنا وسلبها.

واليوم عندما نستعيد هذه الحقوق أقول باسم شعب مصر: سنحافظ على هذه الحقوق وسنعضها بأسناننا. وسوف نحافظ على هذه الحقوق، بما في ذلك أرواحنا ودماءنا. لأننا نعوض ما ضاع. واليوم، عندما نبني صرح العزة والحرية والكرامة، نشعر أن هذا الصرح لا يمكن بناؤه أو اكتماله إلا إذا أزلنا صروح الاستبداد والذل والفقر. كانت قناة السويس مبنى للطغيان، ومبنى للنهب، ومبنى للذل.

واليوم – أيها المواطنون – تم تأميم قناة السويس، ونشر هذا القرار بالفعل في الجريدة الرسمية، وأصبح القرار واقعا.

واليوم – أيها المواطنون – نقول: هي أموالنا ترد إلينا. هذه حقوقنا التي سكتنا عنها ترد إلينا.

واليوم – أيها المواطنون الأعزاء – يبلغ دخل قناة السويس 35 مليون جنيه، 100 مليون دولار سنويا، و500 مليون دولار في خمس سنوات. لن ننظر إلى الـ 70 مليون دولار بسبب المساعدات الأميركية أو المساعدات البريطانية.

اليوم -أيها المواطنون- بعرقنا… ودموعنا… وأرواح شهدائنا وجماجمهم؛ أولئك الذين ماتوا في 100 عام في 56 أثناء العمل القسري. نستطيع تطوير هذا البلد، وسنعمل وننتج ونزيد الإنتاج، رغم كل هذه المؤامرات وكل هذا الكلام. وفي كل مرة يخرج كلام من واشنطن سأقول لهم موتوا بغضبك… نفس الكلام.

هو بنيني؛ نحن نبني الصناعة في مصر وننافسها. لا يريدون أن نصبح دولة صناعية. لأن منتجاتهم يمكن بيعها هنا ولها سوق هنا. ولم يسبق لي أن رأيت المساعدات الأميركية تذهب إلى التصنيع؛ لأنها بالطبع ستكون قادرة على المنافسة مع التصنيع، لكن المساعدات الأمريكية موجهة دائمًا نحو الاستهلاك.

اليوم، في الأربع سنوات الماضية، واليوم نستقبل العام الخامس للثورة – كما قلت لكم في بداية كلامي – نشعر أننا أقوى وأكثر تصميما وأقوى وأكثر ثقة… اليوم، نستقبل العام الخامس للثورة، حيث ظهر فاروق في 26 يوليو. في عام 52، اليوم تخرج قناة السويس في نفس اليوم. ونشعر أننا وصلنا إلى الأمجاد. ولن يكون لنا سيادة في مصر إلا لشعب مصر. ولن تكون هناك سيادة في مصر. سنمضي قدماً متحدين وكتفاً بكتف… شعب واحد يؤمن بنفسه، ويؤمن بوطنه، ويؤمن بقوته… شعب واحد عقد العزم على العمل… للعمل والمسيرة في وطن واحد. الطريق المقدس للبناء والتصنيع والإبداع.. شعب واحد.. كتلة تقف في وجه الغدر والعدوان.

وبهذا -أيها المواطنون- سنتمكن من تحقيق الكثير، وسنشعر بالكرامة، وسنشعر أننا حقًا نبني وطننا بالطريقة التي نريدها، ونفعل ما نريد. ليس لدينا شريك.

واليوم عندما نستعيد الحقوق المغتصبة والحقوق المسروقة؛ نحن في طريقنا إلى القوة، وكل عام سنصبح أقوى وأقوى، وبعون الله في العام القادم سنكون أقوى. لقد زاد إنتاجنا، وكثر عملنا، وكثرت مصانعنا.

والآن – وأنا أتحدث إليكم – إخوانكم في طريقهم من مصر لإدارة شركة القناة وتنفيذ أعمال شركة القناة الآن.. يتولون إدارة شركة القناة.. شركة القناة المصرية. . وليست شركة القناة الأجنبية.. لقد نهضوا الآن لتولي شركة القناة ومرافقها، ويديرون الملاحة في القناة.. القناة الموجودة في أرض مصر والتي تدخلها أرض مصر، وماذا هو جزء من مصر، تابع لمصر، قم الآن بهذا العمل؛ فلنعوض ما ضاع، ولنعوض الماضي، ولنبني نصبًا جديدة للفخر والكرامة. وفقك الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top