تذكرنا ذكرى بداية البث التلفزيوني المصري بالبرامج الثقافية التي بثها منذ بدايته، ومن بينها بالطبع برنامج فاروق شوشة. وفي أمسية ثقافية لا تنسى، جمع فاروق شوشة الشاعرين الكبيرين أمل دنقل وعبد الرحمن. الأبنودي، الذين كانوا زملاء دراسة وحتى زملاء على نفس المقعد.
وتحدثت أمل دنقل عن والده ووالد عبد الرحمن الأبنودي. كانوا أصدقاء وكانوا يؤلفون الشعر العمودي ولم يضعوا الشعر إلا في ذاكرته وتصميمه في تقديره هذا الكائن الرهباني حسب الوصف – في المحارب، الشعر هو أهم ما جمعه الأبنودي.
- دار سوثبى تعرض أعمالا فنية للبيع بـ14 مليون دولار فى مزاد علنى
- اتكلم عربي.. دور مجمع اللغة العربية في الحفاظ على سلامة لغة الضاد
- القومى لثقافة الطفل يصدر "أقدر أحلم" لـ أمل البرمبالى
بينما قال العم عبد الرحمن الأبنودي إن ما قارنه بأمل دنقل هو أنهما كانا متمردين بنفس القدر، على كل ما يحيط بهما من المألوف، وضد كل الظروف، التي تحركت في اتجاه صنع ما لدى والديهما. مطلوب
وكشف الأبنودي أن والده كتب ألفية مثل ألفية ابن مالك، وكتب برده مثل بردة البوصيري، وقد تم نشرهما، مشيراً إلى أنه في بداية حياته حاول أن يكتب العربية، لكن أصدقاءه في القرية كانوا أميين، وقد جعلته إقامته مع والدته وارتباطه بقرية والدته في الأبنودي يشعر… أن الكلاسيكية ليست تعبيره الحقيقي، وأنها حرمت الكثير من يعبر عن المعاني التي يريدها.
- ألمانيا تعيد لوحة نهبها النازيون من متحف هتلر إلى ورثة مالكها.. شاهدها
- القومى لثقافة الطفل يصدر "أقدر أحلم" لـ أمل البرمبالى
- ذاكرة اليوم.. تيمورلنك يغزو دمشق وميلاد فتحى غانم
وأوضح الأبنودي أن الشيخ محمود الأبنودي بكتابته الأولى باللغة العامية جعل والده يمزق ديوانه الأول من الشعر قائلا: “أنتم تهدمون اللغة وتدمرون البلاغة والفصاحة”.
- دار سوثبى تعرض أعمالا فنية للبيع بـ14 مليون دولار فى مزاد علنى
- القومى لثقافة الطفل يصدر "أقدر أحلم" لـ أمل البرمبالى
- مد فترة استلام أعمال صالون الشباب بدورته الجديدة حتى مساء اليوم
وتحدثت أمل دنقل عن قضية الكتابة بالفصحى أو العامية، لافتة إلى أن القضية ليست كلاسيكية، فالشاعر لا يهدم الفصحى، وكل الملاحم التقليدية تكتب بلغة كلاسيكية “مكسورة”، ولم تؤد إلى تدمير اللغة، لكن اللغة وعاء، والمسألة ليست في اللغة التي تكتب بها، بل في الأفكار التي يطرحها الشاعر، مشيراً إلى أنه يؤمن بأن أدب اللغة موجود في ذاته. ولها قيمة جمالية.
- القومى لثقافة الطفل يصدر "أقدر أحلم" لـ أمل البرمبالى
- روايات نجيب محفوظ بين النص الأدبى والمعالجة السينمائية فى مجمع اللغة العربية
وعن شعر الأبنودي، أكد دنقل أنه يشعر بشعر الأبنودي أكثر من كثير من الشعراء الكلاسيكيين الكلاسيكيين، لأن الوجدان مشترك بينهم، وهذه الدرجة من الشدة وتناقض الصور مألوفة لديه ومحفورة في وجدانه.
فيما أكد عبد الرحمن الأبنودي أنه عندما يقرأ شعر أمل يشعر وكأنه هو من يكتبه، مؤكدا أن المنطقة التي نشأ فيها كانت منطقة نقاء لغويا، والناس هناك يتحدثون لغة الذي يجمع بين المصطلحات اللغوية والتراكيب البليغة، بالإضافة إلى أن اللغة في قنا ليست غريبة على اللغة الأم من وجهة نظره، إذ يرى أنه من المستحيل على العرب استخدام اللغة المكتوبة الفصيحة في القدماء كما يعتقد. كما أن الكتابة أوقفت النمو الحقيقي للغة وصلتها بالحياة اليومية، إلا أن الشعر له لغته الخاصة التي تجمع بين الموسيقى والصور والأصوات، وهي حدود الصورة. ولكل قصيدة لغتها الخاصة.
وأضاف الأبنودي، في سؤال عن رأيه في الزجل، أنه رغم أن الزجل فن له أهميته ولعب دورا في فترة ما، إلا أنه كان التقاطع الذي يمكن من خلاله أن يعبر بيرم التونسي. تجربته السياسية والفكرية، لكنه في النهاية فن وقع في نفس الأخطاء التي وقعت. وهي تتمتع بالقصيدة الكلاسيكية من حيث التنظيم، ففقدت بريقها.
وتابع الأبنودي أن الفرق بينها وبين تجربته هو أنه في البداية تأتيه التجربة، ثم يبحث عن شكل ويخلق لغته الخاصة، ثم تصبح منهجه، موضحا أنه ربما لو كان كلاسيكيا أيها الشاعر ما كان ليبلغ الحال التي هو عليها.
قسم “دنقل” التراث إلى قسمين رسمي وشعبي. الأول يحمل الأساطير والأساطير، والثاني التراث الذي تحمله كل منطقة. ويوضح أن العودة إلى التراث تقوم على اكتشاف طبيعة الشاعر، لأن الشعر التقليدي يحمل نفس الدرجة التي يحملها الشعر الكلاسيكي، ويستخدم نفس العلاقات القديمة بين الأشياء التي استخدمها الشاعر القديم، حتى في أطر الدينية له. والتراث الشعبي .