لكل شيء تاريخ، والقصص لا تقتصر على الإنسان وحركاته. بل إن التوابل أيضًا لها قصصها الخاصة ولها دور في خلق الحضارة، لذا نتوقف عند كتاب “البهارات.. تاريخ عالمي. تأليف: فريد كزارة” وما يقوله عن القرنفل.
القرنفل موطنه الأصلي مجموعة جزر الملوك (جزر الملوك البركانية، وهي الآن جزء من إندونيسيا) وشجرة القرنفل طويلة جدًا لدرجة أن جمع براعم القرنفل يتطلب سلالم. يتم جمع البراعم عندما تكون قواعدها وردية اللون، قبل أن تتفتح وتجفف على حصير في منطقة مشمسة ومفتوحة، حيث تفقد الكثير من وزنها ويتراوح لونها بين الأحمر والبني الداكن، ومن ثم تصنف السرة وتظهر البراعم على شكل عناقيد صغيرة مرتين في السنة، بين شهري أغسطس وسبتمبر، وبين فبراير وديسمبر، ويتم العمل يدوياً بالطريقة التقليدية.
تتميز رائحة القرنفل بنفحات من الكافور والفلفل، بينما يتميز طعمه برائحة الفواكه، ولكنها في نفس الوقت مريرة وحارة، مما يجعل الفم يشعر بالخدر.
في القرن السابع عشر، وصف عالم النبات الألماني جيري جوزيف القرنفل الكامل بأنه مضاد حيوي قوي جداً، مفيد في علاج آلام الأسنان، كما هو الحال مع القرفة، فزيت الأوجينول ضروري للنكهة التي تجعل القرنفل فريداً.
يمتزج القرنفل جيداً مع التوابل الأخرى مثل القرفة والفلفل وجوزة الطيب، ويستخدم في جميع أنحاء العالم، وغالباً في الأطباق المالحة.
وفي فرنسا، يوضع فص واحد داخل البصلة لإضفاء نكهة على الحساء أو الصلصة، وفي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يستخدم القرنفل في خلطات التوابل وفي أطباق اللحوم والأرز.
وفي الصين، والعديد من الدول الآسيوية، يستخدم أيضًا في خلطات التوابل، وأشهرها خلطة جارام ماسالا الهندية. وفي إندونيسيا، التي تستخدم معظم القرنفل الذي تنتجه، المكونان الرئيسيان في السجائر المعروفان باسم “كريتكس”. “” هي القرنفل والتبغ.
- ميلاد خير الأنام.. المولد النبوي الشريف وفقا للتاريخ الميلادي
- 90 عامًا على إطلاق الإذاعة المصرية.. ما قاله محمد مندور عن الراديو
اليوم، يُزرع القرنفل في مدغشقر وزنجبار وجزيرة بيمبا الجبلية (جزء من تنزانيا اليوم)، شمال زنجبار.