صدر مؤخراً كتاب “حسين كمال.. ومصطلح الفن الكبير” للناقد البحريني حسن حداد، يتحدث فيه عن السيرة الذاتية للمخرج الكبير حسين كمال ويناقش أفلامه وتجربته السينمائية.
- هوس المزادات.. بيع كتاب مصور لـ "سوبر مان" بـ 2 مليون و340 ألف دولار
- الترجمة وتحدياتها في الصالون السابع لروايات مصرية للجيب.. اعرف موعده
وقدم الكتاب د. وليد سيف قال:
يستحق المخرج المصري حسين كمال إجراء دراسات نقدية حول أعماله، فهو من أهم المبدعين في السينما المصرية، ضمن ما يمكن تسميته بالجيل الثالث من المخرجين، ذلك الجيل الذي تزامن ظهوره مع تخرج الدفعة الأولى. مجموعات معهد السينما، وكذلك مع عودة مبعوثي التليفزيون المصري لدراسة السينما في أوروبا ومن بينهم حسين كمال.
ويتوقف الناقد السينمائي البحريني المخضرم حسن حداد عند أعمال حسين كمال من خلال قراءة وتحليل جميع أعماله بنظرة موضوعية في هذا الكتاب، وبخبرته النقدية استطاع أن يرسم خطا فاصلا بين أفلام حسين كمال التي هي من ذات طبيعة فنية بحتة، وغيرها من الأعمال التي يغلب عليها الطابع التجاري في معظمها، حتى لو حاول تحقيق ذلك بحرفية دقيقة واعتمد في كثير من الأحيان على نصوص أدبية لمؤلفين كبار.
قراءة هذا الكتاب لن تجعلك فقط على دراية كاملة بأعمال حسين كمال، ببياناتها الكاملة الموثقة والصور المختارة، أو بمعالجة المؤلف النقدية لها، ولكنها ستعرضك أيضًا لأسئلة حول صناعة السينما في مصر في ثلاثة تقريبًا. عقود من الزمن وما شهدته من تحولات وظروف محيطة كانت كافية لإحداثها. أعلن هذا المخرج تمرده صراحة على الأسلوب الاستهلاكي للسينما قبل أن يتحول إلى ترس في آلته التجارية الجبارة.
بدأ حسين كمال مسيرته الإخراجية بقوة بروائعه الثلاث: (المستحيل – 1965)، (البوسطجي – 1968)، و(شيء من الخوف – 1969)، ليتحول بعدها إلى صناعة أفلام كانت إلى حد كبير، لم تكن ناجحة. ساهموا في تاريخه الفني المجيد بقدر ما ضخوه… المال والأرباح للمنتجين جاءت بواحد من أشهر الأفلام وأكثرها ربحًا والذي فيلم (أبي على الشجرة – 1969)، ومنه يمكنك أن تدرك أنه يشكل في هذا الكتاب خطاً فاصلاً واضحاً ومحدداً بين مرحلتين من أعمال حسين كمال، مع استثناءات نادرة.
قبل أن يشرع حداد في تناول أفلام حسين كمال نقديا، في فصل بعنوان “البدايات” يقيم مراحل التطور والتكوين في حياة الفنان. ثم ينتقل إلى التعريف بمسيرته الأكاديمية وأعماله التلفزيونية المهمة قبل أن يخوض أولى تجاربه السينمائية. وفي هذا الفصل، لا ينخرط حداد في سرد السيرة الذاتية لحسين كمال وحياته الشخصية.
ولا يعتبر الكتاب بأي حال من الأحوال عملاً فخريًا أو احتفاليًا مثل كتب التكريم التذكارية، ومن بينها د. كتاب رفيق الصبان عن حسين كمال نفسه والذي أصدره صندوق التنمية الثقافية لعام 1997 بمناسبة تكريمه. في المهرجان الوطني، لا يتورع حداد عن أن يكون حاداً وحاداً في بعض الأحيان. القارئ، ويمنحه البصيرة، ويمكنه من التمييز بين ما هو جيد وما هو سيء، ويرفع يده… كل ما يراه إيجابيا أو سلبيا.