ذكرى ميلاده.. هل استطاع يوليوس قيصر تحقيق ما لم يحققه الإسكندر الأكبر؟

كان يوليوس قصير شاباً رومانياً من طبقة النبلاء. وهو أول أباطرة الرومان عندما تولى السلطة (29 أكتوبر 49 ق.م – 15 مارس 44 ق.م. وكان قائد الجيوش الرومانية في المدينة الغالية). حروب وأصبح فيما بعد حاكماً لروما من سنة 49 ق.م حتى اغتياله في 15 مارس 44 ق.م.

كانت حياة يوليوس قيصر تشبه مسيرة الإسكندر الأكبر رغم اختلاف العصور بينهما، وهو ما يؤكده عدد من المؤرخين، فماذا كانت حياة يوليوس وهل استطاع أن يحقق ما وصل إليه فشل الإسكندر الأكبر؟ ؟

لم يكن لدى يوليوس قيصر في بداية حياته ما يميزه عن غيره، سوى أنه كان مسرفًا وعديم الأخلاق، ويكره أولئك الذين يحرصون على الأخلاق الرومانية القديمة، ورغم كل هذا لم يكن يعرف حدًا أخلاقيًا يمنع من ذلك. . الشر من تحقيق هذه الطموحات . كان من النبلاء، وادعى أن نسبه مرتبط بالإله “فينوس”، لكنه كان ذكيا، بحسب ما جاء في كتاب “رواد الفكر” لعميد الأدب العربي طه حسين، صادر عن مؤسسة الهنداوي.

دكتور. يوضح طه حسين أن يوليوس قصير كان الأسرع في فهم العصر الذي عاش فيه! ما مدى سرعة تقديره لظروف الحياة من حوله! وما أسرع ما أدركه أن النصر السياسي يتم من خلال تملق طبقات الشعب والمبالغة فيها لإرضاء هذه الطبقات! فإنه فقط عندما يبدأ في استرضاء هذه الطبقات يكون كريمًا ومسرفًا، وينفق بغير حساب، ويقترض حتى يثقل عليه الدين، ولا يسمح بشيء يظن أنه يرضي طبقات الناس دونه فلا يفعل ذلك ويسرف. فيه، ثم هو زعيم يلجأ إليه الفقراء والبائسون، ويجمع حوله أصحاب الطموحات المختلفة، إذا كان قوة يجب على الدولة أن تأخذها بعين الاعتبار، إذا تقدمت مناصب الدولة ويفوز بالانتخابات، وإذا كان معارضاً لمجلس الشيوخ الروماني ويدافع عنه ويحارب معه فإنه يظهر نفسه كصديق. من أجل الديمقراطية. وانظروا إليه، لقد انتصر في معركته وتولى حكم إحدى المقاطعات الرومانية. ولم يكد يصل إلى هذه المنطقة من فرنسا حتى ظهرت قدرته السياسية والعسكرية، وفتح فرنسا كلها، وتوغل في ألمانيا، والبحر إلى بريطانيا العظمى. وقد جمع لنفسه ثروة كبيرة من هذه الفتوحات، استخدمها لكسب الفقراء والناخبين في روما وإيطاليا. كما قام بضم جزء كبير وخصب من البلاد إلى روما، وسمح للحضارة اليونانية الرومانية بتأسيس نفسها. في بلاد الغرب كما استقر في بلاد المشرق.

وتابع الكتاب، وعندما نال كل هذا الانتصار، كثر خصومه ومنافسوه، وعظمت طموحاته. وإذا أراد مجلس الشيوخ الروماني عزله من منصبه، وإذا اعترض على هذا العزل، وإذا اندلعت الحرب بينه وبين الجمهورية، وإذا اقتحم إيطاليا وانتصر على روما، وهرب خصومه، انضمت إليه الحرب. في الشرق. هنا أصبح من الواضح أن قيصر كان بالفعل خليفة الإسكندر. انظروا إليه، أخضع إيطاليا، ثم طار إلى إسبانيا، حيث قضى على الحزب الذي كان يؤيد معارضيه، وفي الطريق أخضع مدينة مرسيليا التي كانت مستعمرة يونانية مستقلة، ثم انظروا إليه، يطير إلى الشرق، ويقضي على خصومه في معركة فرساي، فهو في مصر يقضي على أنصار خصومه، فيجد الوقت الكافي للتدخل في شؤون مصر ويسعد بالحياة معها. الملكة كليوباترا. وهو الآن في آسيا لتحسين شؤونها والقضاء على الاضطراب فيها. ثم هو في شمال أفريقيا يوحش خصومه بالطريقة الأخيرة، ثم هو في إسبانيا يقضي على آخر مقاومة لخصومه، ثم هو في مدينة روما يعلن انتصاره وانتصاره ويستمتع بنتائجهما، وهو وحقق ما لم يفعله الإسكندر ملك العالم المتحضر القديم كله.

وكان حظه أفضل من حظ الإسكندر، إذ استطاع أن ينظم، أو يضع الأساس لهذه الوحدة السياسية التي فشل الإسكندر في تنظيمها. وما إن استقر في روما حتى قضى على السيادة الحقيقية للنظام الجمهوري واغتصب كل السلطات. لقد جعل من نفسه دكتاتورًا لبقية حياته، وجعل نفسه مقدسًا، وجعل من نفسه السلطة الدينية العليا ونصب نفسه قائدًا. من الضعفاء وحمايتهم وحمايتهم، كل ما بقي له هو أن يتولى لقب الملك. وكان كأنه يريد أن يأخذه، لولا أن اندفع إليه المؤتمرون وقتلوه في مجلس الشيوخ في مارس من سنة 44 ق.م. م”
يوليوس قيصر، الإسكندر الأكبر، روما، الأباطرة، أخبار الثقافة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top