مهرجان العلمين.. ما قاله إبراهيم عبد المجيد عن ساحل مريوط

انطلقت أمس فعاليات مهرجان العلمين الجديدة في دورته الثانية وتستمر حتى 30 أغسطس، وستشهد العديد من الفعاليات الفنية والرياضية، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققه المهرجان في نسخته الأولى التي أقيمت العام الماضي.

وأعلنت إدارة مهرجان العلمين الجديدة في نسخته الثانية عن تخصيص 60% من أرباح المهرجان لفلسطين، كما جاء في الملصق الإعلاني للنسخة الثانية من المهرجان.

ولكن ماذا عن تاريخ المنطقة التي أصبحت الآن مدرجة في قوائم السياحة العالمية، كيف كانت وكيف رآها المؤلفون، ونتوقف اليوم عند ما ذكره الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد في كتابه الرائع “أين تعيش طيور المحيط” “اذهب” الذي يتحدث فيه عن ساحل مريوط، فيقول:

وعلى هذا الساحل نفسه مشى الإسكندر الأكبر عام 323 قبل الميلاد – تاركًا وراءه الإسكندرية غير المكتملة – لزيارة معبد آمون في سيوة، وأكمل بطليموس الأول الإسكندرية، ثم عبر الساحل أيضًا إلى القيروان في ليبيا وضمها إلى مصر.

ولم تنقطع الحركة ذهابًا وإيابًا على الساحل، وبعد هزيمة كليوباترا وبداية العصر الروماني، أصبح الساحل أكبر مكان لزراعة الحبوب بعد وادي النيل. ثم اضمحل وانقطعت الحركة فيه، أو كادت تتوقف، حتى فتح العرب مصر، وغزت الجيوش أفريقيا والمغرب. وقد ورد ذكره في كتب المؤرخين القدماء.

ومن أشهر من مروا بالساحل القبائل العربية التي هاجرت من نجد والحجاز، وقبائل بني سليم وبني هلال الشهيرة، ثم الجيوش الفاطمية التي جاءت إلى مصر من أطراف المغرب جولة تاريخية- طريق الرحلة، ولو تباطأ الزمن بين كل مخرج ومدخل، ويكون طريق ذهاباً وإياباً وذهاباً وإياباً إلى الجيوش أثناء الحرب الثانية، لكنها دائمًا ما تكون سريعة ذهابًا وإيابًا. تقدمت الحروب ولم يعد الجنود يتحركون على ظهور الخيل ولا على الأقدام، لكن من هم هؤلاء الذين سكنوا الساحل كل هذا الوقت؟
في البداية سكنها اليونانيون والبطالمة وعدد قليل من المصريين الذين كانوا يعملون في الزراعة أو صناعة النبيذ أو صناعة الزجاج والفخار. ثم كثر المصريون بعد دخول المسيحية إلى مصر وتزايد اضطهاد الرومان للشعب هربوا إلى الصحراء الغربية. تذكر كتب التاريخ دائما الهروب إلى الجنوب ولكنها نادرا ما تذكر الهروب إلى الساحل الشمالي.

وبعد الفتح العربي انتفضت القبائل عليه وساروا بشجاعة في الحرب والسلام، ويمكن بالطبع تتبع حركة القبائل في مصر في كتب مثل (كتاب العبر) لابن خلدون، أو نهاية الحياة. عرب في معرفة أنساب العرب للقلقشندي، أو (جمهرة أنسان العرب) لابن حزم، أو الكتب الحديثة مثل (قبائل العرب في مصر) لأحمد لطفي السيد أو آحرون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top