مأساة د. نصر حامد أبو زيد لم يبدأ بقضيتي التصالح و”الحسبة” ورحل مع زوجته د. ابتهال يونس خارج مصر بعد أن طلقتهما المحكمة، لكن الأمر بدأ قبل ذلك بسنوات طويلة. وتحديداً مع طفولته المبكرة، والمعاناة التي واجهها في ظل ظروف اجتماعية قاسية تحرمه من دراسة ما يحبه، ثم وفاة الأب المبكرة، وأنه يتحمل المسؤولية في وقت مبكر من حياته.
ويقول جمال عمر في كتابه “أنا نصر أبو زيد” على حد تعبير الأخير: “كنت حاضرا دائما في محل والدي لمساعدته عندما اشتد مرضه. وكأنني دخلت عالم الكبار الذين اجتمعوا حول والدي أمام المحل وطلبوا مني أن أقرأ الجريدة وأستمع إليها.. حكاياتهم وحكايات والدي التي كان يجيد سردها لنا. في المنزل، ومع اشتداد المرض وبقائه في المنزل لفترات طويلة، كانوا دائمًا يسببون مشاكل مع والدتي بسبب وجود زبائنها في المنزل. بدأت العمل. خياطة”.
- أحمد فؤاد هنو: نولي اهتمامًا بالغًا بالقضايا المتعلقة بالثقافة الصحية
- مسابقات في مختلف الفنون الثقافية تغلق أبوابها بنهاية مارس.. الحق قدم
- معاوية بن أبى سفيان.. ما ورد فى كتب التراث عن الخليفة الأموى الأول
وتابع: “وفي نفس العام 1951، تم افتتاح أول مدرسة حكومية في البلدة، وكان والدي محتارًا بين حلمه بإكمال تعليمي الأزهري، وخطورة مرضه، حتى صديقه الذي كان العمل لديها. لقسم السكة الحديد، جاءه وقال: يا شيخ حامد.. الأزهر له طوابير طويلة، وبقي في مصر، بالمصاريف والسنوات، الأزهريون يتزوجون وينجبون أولادًا وما زالوا طلابًا أبناء تعليم الدولة المقدمة، وكانت شدة مرض والدي عاملاً مهمًا في قراره، لكن المدرسة تقبل الأطفال من سن السادسة. دخلها أخي محمد ولم يذهب إلى الكتاب، وأنا في الثامنة من عمري، فلا يحق لي أن أدخلها، ولا بد لي من. مدرسة خاصة مع مصاريف استكمال تعليمي”.
وتابع: «تفاقم مرض والدي، وبدأ يجلس في المنزل كثيرًا، وأصبحت ذراعه اليمنى في المتجر، وبدأت أرفف المتجر فارغة من البضائع مع تفاقم المرض. . ظهرت نتائج الإعدادية فدخلت على والدي فسألني: ما هي النتيجة لقد نجحت بدرجة كبيرة ستدخلني إلى المدرسة الثانوية. جهز أوراقك للمدرسة الصناعية قلت بصوت ناعم دون أن أنظر إليه: أريد أن أدخل المدرسة الثانوية قال بحدة: لم يطلب منك أحد رأيك.
وبعد وفاة والده، تولى نصر المسؤولية وأصبح مسؤولاً عن والدته وعائلته وإخوته، لدرجة أنه في وقت ما قارن نفسه بوالدته، لكنها كانت امرأة قوية.