الحكمة وتأملات الحياة في قصائد بيت الشعر بالشارقة.. صور

أقام بيت الشعر بالشارقة أمسية شعرية بمشاركة الشاعر السوداني محمد المؤيد مجذوب والشاعر المصري د. أبو عبيدة الصديق، والشاعر السوري د. محمد سعيد العتيق، وقدمتها الإعلامية ريم معروف، بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير بيت الشعر، وجمهور غفير من الشعراء والنقاد ومحبي الشعر، الذين كالعادة جاءت في الموعد، وكان المكان مكتظاً بهم، وكان لهم تفاعل كبير مع الشعراء والقصائد.

بدأت الأمسية الشعرية بمداخلة الإعلامية ريم معروف التي أشادت بجهود الشيخ د. وأشاد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بجعل إمارة الشارقة مقصد الأدباء وبوصلة الشعراء، كما أشاد بمتابعة دائرة الثقافة وجهود الدائرة بيت الشعر المحمود وقالت في مقدمتها: “وما زال… الشعر خاملاً حتى تزينه الحكمة، وتجول الحكمة حتى تؤويه القصيدة”.

افتتح القراءات الشاعر محمد المؤيد مجذوب، الذي قدم مجموعة نصوص تراوحت بين الخوض في النفس الإنسانية، إلى ظواهر الحياة وتحولاتها في قصيدته “رسائل من جسد ضعيف إلى ظل حالم”، يتحدث الشاعر مع نفسه بأسلوب حواري، يطرح الأسئلة ويقدم الإجابات، ثم يميل إلى تقديم صورة متكاملة لكل منهما… وهذه الرؤى موجودة في نصه، و يقول:

ظل الظل على الطرق يتكرر
لغة المصابيح المشتعلة وارتعد

ضاقت الطريق ورفض المرور
لقد رآك ثم أصبح أفضل صديق لك

وسوف تنجح الآن في جميع اللغات
وهناك قول يخالف ما ذكر

وعلى غرار نصه الأول، قدم الشاعر أيضاً نصاً آخر بعنوان “لا حاجة للرسائل”، أثار من خلال صوره أسئلة ذات طبيعة إنسانية، منها:

هل أنت الميت؟ كيف غادرت؟
أم أننا أموات؟! عن أي حياة كانوا يتحدثون

هل الماء أثقل؟ كيف؟ قارب مفقود
يا إلهي!.. كيف سيتم فهم هذا السر؟

للنيل حكمته عنا وعنكم معًا
الشعر يغريك معنا… فتعلم

منذ أن هددتنا الموجة، لم ننتبه
لأننا نسقط والماء لا ينكسر

وتابع الشاعر د. أبو عبيدة الصديق، الذي قرأ نصوصاً تنوعت بين الحكمة والتأملات في الحياة. لهم بشكل فني يعبر عن روح الشاعر فيقول:

مد يده وسحبه غي
مر الوقت بسرعة

وأطفأ نجمة خام زا
ولم تتعب عيناه

ويفتح بابه للري
ليس هناك فائدة من الخوف

ويغفر بلا عتاب
مسموح به دون ملل

أكل شرور العالم
الكثير من الأمل!

أما قصيدته “إلى المعلم” فيشيد بالمعلمين الذين يحاربون الجهل بالعلم، وينيرون عقول الأجيال، فتخضر بالعلم بعد أن كانت صحارى.
يعبد الصحراء في مقدسه
ثم ستصبح الصحراء سهولاً

شرور خطيرة تتبع فينبوري
لا تترك أي حرب أو ضحايا

يزود عوامة النجاة بمعصمه
ويزحف في أطرافها حتى يصلوا إليها

أما شاعر الأمسية الثالث فكان الشاعر د. محمد سعيد العتيق الذي ألقى على المشاركين عدة قصائد شعرية منها قصيدة بعنوان “المربعات السبعة” تلاها صور شعرية معبرة عن رؤى وجدانية، استهلها بأبيات أهداها لصاحب السمو حاكم الشارقة منها:
الشارقة… أضاء دمي قمراً
وكان القاسمي ينتظر هطول المطر من بعيد

كنت القصة قبل الاتصال في شغفي
الشوق، والشوق إليه روح وحسن ظن

أنت الخلود في عيني الشمس منذ طلوعها
لقد كانت جميلة جدًا وجميلة

ورق نخيل، زيتون وداليا
فلما رأيتك كان وجه الشام حاضرا
ومن رباعياته التي ستنشر في ديوان شعري قادم، كما أشار، ما يلي:

لقد أمضيت ليلتي متكئًا على شكل كرة…. لن أحاول فتح ممر
وبدأت أشعل مصباحًا مترددًا بصوتي

أقوم بترتيب الطين والجدران بأفضل ما أستطيع
وتحول المطر الساحق إلى نهر من الندى

حتى تنام غيوم الخوف في ذهني
الحلم الخفي يشعل نارًا هادية

كم كان قلبي وإيماني غريبين
أستبعد الحب ممن حولي… ولا يبتعدون أبدًا

وفي نفس السياق المتعلق بعواطف الحب ومظاهره، كتب أيضاً قصيدة بعنوان “على حافة النوم” قال فيها:
وفي داخلي بقعة سوف تذوب
أمشي خلفي والرماد يتدفق

الصبي سوف أشك في ذلك إذا لم أكن أدخن
ليس لدي أي دليل على الماء

ولا تتوه في شارع اليقين
تحطمت ولم تخونني خطوات الرحيل

وفي نهاية الأمسية قام الشاعر محمد البريكي بتكريم الشعراء ومقدم الأمسية وتقديم شهادات التكريم لهم.

جزء من المساء

جزء من الجمهور

جزء من تبجيل الشعراء

خلال المساء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top