يوم اللغة العربية.. أحمد درويش يكتب: اللغة كائن حي لو لم نهتم به يموت

اللغة العربية، كسائر اللغات، كائن حي، ويتعرض الكائن الحي لمراحل الولادة والتعليم والقوة والشباب ثم الشيخوخة والأمراض والضعف والعلاج من أجل هذه الأمراض التي تعيق الجسم. من أداء واجباته ليختفي أو يتم إهماله، والنتيجة لا قدر الله هي الموت. اللغة العربية، كسائر اللغات، معرضة لل… سوف تموت إذا لم يقم أهلها بالقضاء على الأمراض التي أضعفتها. وسبق لليونسكو أن توقعت أنها قد تشهد بحلول نهاية هذا القرن موت عدد من اللغات، بما فيها اللغة العربية، إذا لم يعالج أهلها نقاط ضعفها.

نقاط الضعف هي الاستخدام بكل بساطة، مما يعني عودة اللغة العربية إلى طبيعتها كلغة للتدريس ولغة للتواصل والكتابة والمراسلات الرسمية والعلمية، أي أن اللغة العربية تعود إلى التعليم منذ بداية القرن العشرين المراحل الأولى وأن لا تهيمن عليها أي لغات أجنبية في تلك المرحلة. ويوصي الخبراء بعدم دراسة الطالب اللغات الأجنبية قبل سن التاسعة أو العاشرة من عمره، بشرط أن يتفرغ للغته، وفي حال تأسيسها. فهو في ذهنه يستجيب للغات الأخرى، دون الإخلال بلغته الأساسية.

إذا كان التعليم، وخاصة التعليم الأساسي وفي جميع المواد بما فيها المواد العلمية، باللغة العربية، فستعود الحياة إلى اللغة، وإذا تم التواصل بين أبنائها عبر المراسلات الرسمية والتواصل الإذاعي والتلفزيوني باللغة العربية المعقولة والميسرة، ستعود إلى طبيعتها، وإذا جرت المراسلات الدولية والخطب التي يلقيها الرؤساء والسفراء على المنابر، فمنذ أن أصبحت اللغة العربية لغة رسمية عام 1973، ستعود اللغة العربية إلى حالتها الطبيعية. ولكن إذا واصلنا إهمالها واستخدام اللغات الأجنبية في الطعام والشراب والأزياء والإذاعة والتلفزيون وغيرها من جوانب الحياة فسوف تنقرض.

اللغة العربية أمامنا ويمكننا إنقاذها وإعادتها إلى تاريخها الأصلي، خاصة أنها جربت هذا التاريخ ونجحت في أن تكون لغة علمية وتلعب دوراً مهماً في تاريخ العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top