"أم كلثوم.. صدى مصر الخالد".. أحدث إصدارات هيئة الكتاب

الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة د. أصدر أحمد بهي الدين، ضمن سلسلة “عاقل”، كتاب “أم كلثوم.. صدى مصر الخالد” للكاتب معتز محسن عزت.

لم تكن أم كلثوم مغنية عادية تحفظ الكلمات وتكررها تلقائيا، بل كانت شخصية عبقرية تغني بحنجرتها الذهبية. اختارت الكلمات والشعراء، واختارت الملحن للأغنية التي تناسب محتواها. لفات ومواويل القصبجي وداود حسني وزكريا أحمد، وأشعار رياض السنباطي والموجي، وأغاني بليغ حمدي وعبد الوهاب الطويلة، وفي كل هذه الأنواع الغنائية المتنوعة، لها مكانة خاصة. بصمة أنه لم يسبقهم أحد، وحتى من جاء بعدهم وقلدهم، لم يحقق أحد منهم عُشر عبقريته.

أم كلثوم لم تظهر فجأة، بل عبر رحلة شاقة وصعبة. ولم تحقق سوى في نهاية حياتها أشهر أغانيها التي بقي إلى يومنا هذا جيل من العباقرة، وكانوا يدعمون ويدعمون بعضهم البعض دون طمع في المقابل، لذلك عندما قررت أم كلثوم نقل قريتها إلى القاهرة، وجدت الدعم الكامل من الملحنين والشعراء الذين لم يعولوا عليها. بالعلم والتدريب، فدرّبها محمد أبو العلا على المقامات. تدربت على التأليف على يد زكريا أحمد، وعلى أسرار اللغة والعروض على الشاعر أحمد رامي.

ومن يتأمل قصة ذلك النجم القطبي في عالم الطرب والغناء يكتشف فيها السر الأعظم في استمرار رنين ذلك الصوت القديم واستمرار تأثيره كأنها بردية قديمة من مصر القديمة، أو بردية رائعة من مصر القديمة. تمثال فرعوني يقاوم عناصر الزمن الهادر بجلال وقوة.

نصف قرن مضى على وفاة أم كلثوم، مؤرخة مصر، بنبرتها الصريحة بين تقلبات الوضع المصري، مسجلة بذبذباتها الاستثنائية معنى النصر والهزيمة، حتى يعتبر صوتها بطاقة هوية لمصر ونيلها، وللعروبة ورموزها.

حصلت على العديد من الألقاب التي تعبر عن المكانة التي وصلت إليها، ليس فقط من خلال موهبتها، ولكن أيضًا من خلال ذكائها وتألقها. وهكذا أطلق عليها الناس ألقاباً كثيرة: قيثارة الشرق، فنانة الشعب، الشمس. الليل، وأطلق عليها معجبوها لقب “السيدة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top