"توفيق الحكيم.. عصفور الشرق" كتاب يتتبع سيرة المفكر

صدر مؤخرًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ضمن سلسلة كتب “عاقل” بعنوان “توفيق الحكيم.. طائر المشرق”، إعداد وتحرير أحمد محمد شلبي وعلي إبراهيم فودة.

يتتبع الكتاب سيرة توفيق الحكيم بتسلسل زمني تدريجي وهادئ، واضعًا يده على السر الذي دفع الحكيم إلى ترك القضاء ومتابعة شغفه بالمسرح والكتابة الأدبية.

ويعرض الكتاب كافة الشائعات والادعاءات التي كانت تطارد الحاكم مثل “عدو المرأة – البخيل” بطريقة موضوعية، ويعرض ما قاله الحاكم عن نفسه في هذا الصدد.

ولد توفيق الحكيم عام 1898، وهو نفس العام الذي ولدت فيه أم كلثوم، ويوسف وهبي، والشاعر إبراهيم ناجي، والأديب المصري علي مصطفى مشرفة عدد مسرحيات تقترب من المئة، بدءاً بمسرحية (الضيف الثقيل). )، التي ألقت رمزية مسرحية الاحتلال الإنجليزي ضيف مصر الثقيل الذي لا يريد أن يغادرها، وافتتحت به فرقة المسرح القومي عروضها. ومسرحيته: (أهل… الكهف)، واستمر تقديم مسرحياته كجزء من تاريخ مصر الأدبي والفكري لسنوات بعد وفاة الحاكم.

توفيق الحكيم كاتب عملاق صاحب التنظير الفكري والثقافي. شغل عصره والعصور اللاحقة بما أنتجه من إبداعات جعلته في مصاف العديد من الشخصيات العامة المهمة في الأدب العربي الحديث والمعاصر، وليس مجرد جزء منه. تاريخ. بل هو جزء من هوية مصر الأدبية ولا سبيل إلى غض الطرف عنها أو التخلي عنها. قدرته الاستثنائية على الإبداع وابتكار الشخصيات واستخدام الأسطورة والتاريخ بأسلوب يتميز بالبراعة والإتقان. وما هذا إلا جزء من حياته الثقافية التي امتدت لسبعين عامًا، وتكشف أعماله عن مهارة وذكاء كبيرين.

وصل الحاكم إلى المستوى العالمي بمؤلفاته التي انتشرت في ترجمات مختلفة في أوروبا، وخاصة الفرنسية (يوميات نائب في الريف)، على سبيل المثال، وقد ترجمت إلى الفرنسية في وقت مبكر جدا في عام 1939، وأعيد طبعها في عام 1942. باللغة الإنجليزية عن طريق (Harvill Publishing) في لندن عام 1947، ثم الإسبانية عام 1948، والسويدية عام 1955. في الوقت الذي سيطر فيه على السويد أحد عمالقة المسرح في الأدب الإسكندنافي وهو: (هنريك يوهان إبسن – 6190/1828) ولنا أن نتصور إلى أي حد كان الحكيم بارعا إلى درجة أنه ينافس الكتاب الأوروبيين الممتلئين سمعا وبصرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top