اليوم ذكرى ميلاد الفيلسوف والأديب الشهير جان بول سارتر، الذي كان يعتبر في الفكر والفلسفة أحد أيقونات القرن العشرين حتى ذكره الكاتب سلامة موسى في كتاب هؤلاء علموني.
يقول سلامة موسى في كتابه: الفلسفة الوجودية، الوجودية، لبول سارتر: كلمات على ألسنة النقاش والتنبؤ، على ألسنة الأساتذة الذين تعمقوا في الفلسفة، أو العلماء الذين يبحثون عن دين أو طائفة تتوافق مع الدين. الثقافة المادية التي تحيط بهم.
- التاريخ الهجري.. عمر بن الخطاب أول من أقره وعمل به
- بديعة مصابنى تحكى عن تظاهرات الفلسطينيين ضد اليهود دفاعًا عن أرضهم
وعلى لسان الشباب والشابات الذين وجدوا في عقيدة الحرية أن الوجودية تتطلب أساسًا قويًا يمكنهم الوقوف عليه، أو أجبرتهم على الوقوف عليه، وجدوا شيئًا قريبًا من الإباحة، ولذلك استهتروا، لكنهم لم يخدعوا أحداً بأنهم فلاسفة أو أن بول سارتر كان يدعمهم… لا، كانوا شباباً يضحكون ولم يعودوا يستمتعون.
حضرت مسرحية لبول سارتر في باريس، ولم أتمكن من الحصول على تذكرتي إلا قبل خمسة أيام من موعدها، لكثرة التجمهر لمشاهدتها، وكان سعرها جنيها كاملا، وهذه المسرحية هي: ” الشيطان والإله الطيب”، وفيه بدع لا يحتملها مؤمن، ولكن المتفرجين كانوا يستمعون وكأنهم يتعلمون في قاعة الجامعة.
إنهم شعب تعلم معنى التسامح، وهو أن تتقبل ما تعانيه بكل سهولة وصمت. لأنك تعلم أن من حق الآخرين أن يؤمنوا بطريقة مختلفة عما تؤمن به، وقد رأيت أحد الممثلين ينظر إلى أقدس شخصية عند المسيحيين ويقول: أنت أصم أنت أبكم!
ثم يقف ممثل آخر ويقول: “الناس متساوون، الناس إخوة، وجميعهم في الله، والله فيهم، والروح القدس يتكلم من كل الأفواه، وجميع الناس كهنة وأنبياء، وكل الناس هم كهنة وأنبياء، وكلهم كهنة وأنبياء”. إنهم قادرون وقادرون على إجراء المعموديات، والشهادة للزواج، والتبشير بالبشارة، وهو يغفر الخطايا، وجميعهم يعيشون حياة عامة على الأرض تجاه الناس، تمامًا كما لديهم حياة خاصة مع أنفسهم تجاه الله.
وهي كلمات يمكن للقارئ المسلم أن يتحملها كثيراً دون اعتراض، لكن المسيحي يجد فيها تعارضاً مع المبادئ الكنسية، إن لم يكن مع المبادئ المسيحية المعروفة، ومن هنا الصدمة التي أحدثتها هذه الدراما في باريس لكثير من المؤمنين. لكن حتى هنا نجد سارتر لطيفا، مهذبا في الكلمة واللفتة الطيبة. أما كتبه فهو يعلن الإلحاد صراحة، بل ويجعل الإلحاد أساس فلسفته ومذهبه، وهذا على الرغم من وجود وجوديين. مثل جاسبر وجابرييل مارسيل اللذين يأخذان المذهب الوجودي مع الإيمان بالله.
- التاريخ الهجري.. عمر بن الخطاب أول من أقره وعمل به
- عرض لوحات بيكاسو فى حمام سيدات بأستراليا تحايلا على حكم محكمة
- انطلاق النسخة الرابعة لمعرض "الأبد هو الآن" بالأهرامات.. صور
بالنسبة لي، وجودية سارتر ليست شيئًا جديدًا على أوروبا، إلا من حيث لهجتها الهجومية، ولا بالنسبة لي هي فلسفة، وأفضل ما أفهمها هو أنها مذهب أخلاقي هو في النهاية ثمرة المادية. وهو اتجاه في العلوم، كما أنه ثمرة النزعة الفردية التي سادت السياسة والأخلاق في القرن التاسع عشر.
- تمثال بطليموس وغطاء تابوت خشبى.. مزاد عالمى يعرض آثارا مصرية
- صدور كتاب "الكشف عن تشيكوف المصرى" لسامح الجباس
- انطلاق النسخة الرابعة لمعرض "الأبد هو الآن" بالأهرامات.. صور
ما هي الوجودية؟
هو أنك موجود، هو أنك كنت موجودا، لكن وجودك هذا لم يكن ليفوق سائر الموجودات مثل الحجر والشجر والملح والسكر، ولكنك تختلف عن هذه الأشياء في أنها “الأشياء الموجودة تبقى”. ولا تتعداه، أما أنت فأنت تتعامل مع وجودك هذا بعقلك وبذلك تصوغ ذاتك وتنسحب أو تستخرج جوهرك. أنت الوجود أولاً وكونك ثانياً.
أنت تولد وتعيش على هذه الأرض سبعين أو ثمانين سنة، ونعرفك في السنة الأولى من حياتك مثلا كشيء “موجود” وليس أكثر. ولكن بعد أربعين أو خمسين سنة نجد أنك قد “أصبحت جوهريا”، وظهر جوهرك وأصبحت دالا. هل رجعت من الوجود إلى الجوهر؟
- عرض منحوتة للفنان جيف كونز للبيع فى مزاد بـ13 مليون دولار.. شاهدها
- كتاب جديد.. يثير حب التجوال فى شوارع بومبى قبل ثوران البركان منذ 2000 عام
أنت نفسك؛ لأن كل واحد منا يتعامل مع حياته مما يعرفه أو لا يعرفه، وكأنه “مشروع” يكمله، وقد يبدأ أحدنا في بناء منزل أو محل تجاري أو غيرها من المشاريع، ولكن حياتنا أيضاً “مشروع”. نبنيها منذ طفولتنا تقريبًا حتى نموت، وعلى حسب مهارتنا في البناء ستكون حياتنا راقية أو متوسطة أو أقل من المتوسط، وطالما أن الحياة مشروع، وطالما نفذت أو أكملت هذا المشروع، فأنت أنت مسؤول عن حياتك، عن كيانك.