الأطفال ضحايا الحضارات القديمة.. مصر تتفرد بتقديس الإنسانية

ولم يثبت أن الحضارة المصرية القديمة عرفت فكرة تقديم الأطفال قرابين للآلهة، وهذا لأنها حضارة إنسانية بامتياز. وهذا ما يشهد عليه الباحثون الغربيون، ومنهم برستد في كتابه المهم. فجر الضمير”، وكذلك إرنست جومبريتش مؤلف كتاب “قصة الفن”، حيث يشرح فكرة إنسانية الفن المصري فيقول::

في الماضي القديم الكئيب، كان من المعتاد أن يرافق الخدم والعبيد سيدهم الجبار إلى قبره، فيضحي بهم للوصول إلى الحياة الآخرة بحاشية مناسبة. وفيما بعد اعتبرت هذه الأفعال الفظيعة قاسية أو باهظة الثمن، فكان الفن هو المنقذ، إذ منح عظماء هذا العالم.. صوراً وبدائل بدلاً من الخدم.

ولذلك يرى الكتاب أن الفن المصري القديم فضل رسم القرابين على جدران المقابر بدلا من تقديمها فعليا، وجعل الرسم بديلا، ولكن عندما ننظر إلى الحضارات الأخرى نجد العكس تماما.

في حين تحتوي الحضارات القديمة على الكثير من الأسرار والقصص التي لا يعرفها الكثيرون، وكانت غارقة في الدماء، إما نتيجة الحروب الكبرى التي وصلت إلى حد الفناء التام، أو غيرها من الممارسات المتعلقة بأساطير العبادة، ولعل أبرزها وهو تقديم القرابين البشرية من مختلف المناطق، ولم يسلم منه الأطفال، فكان لهم النصيب الأكبر.

تستمر اكتشافات علماء الآثار للهياكل العظمية والمقابر القديمة. تم اكتشاف بقايا هياكل عظمية لـ 222 طفلاً قتلوا ودُفنوا في طقوس تضحية ضخمة في الصحراء الساحلية شمال ليما في منطقة البيرو، وقال إن هذا الاكتشاف يمثل أكبر مقبرة للأطفال على وجه الأرض، وتتراوح أعمارهم بين 4 إلى 14 عامًا، و ومن المحتمل أنها قدمت كقرابين للآلهة، حسب اعتقادهم أنه كان نوعاً من السيطرة عليها. الظاهرة. وظاهرة النينيو هي دورة مناخية نصف سنوية يمكن أن تؤدي إلى عواصف وأعاصير كارثية في أمريكا الجنوبية. وتشير معظم بقايا الهياكل العظمية للأطفال إلى أنه تم فتح صدور الأطفال لاستخراج قلوبهم كجزء من عمليات الطقوس.

ولا تقتصر العروض على منطقة واحدة من العالم، وإليك جولة في الحضارات الأخرى:

حضارة الأزتك

وفي عام 2017، اكتشف علماء الآثار “حفرة” كانت بمثابة مقبرة مخصصة للتضحية البشرية، وعثر فيها على أطفال مضحين منذ أكثر من 1400 عام، من أجل آلهة الأزتك.

في كنعان

وفي كنعان كان هناك إله يشار إليه باسم مولك، الذي قيل إنه “إله ذبيحة الأطفال”، ويُعتقد أن هذا الإله كان يفرح بالذبائح التي تحرق حية، وخاصة الأطفال.

حضارة الإنكا

وفي حضارة الإنكا التي امتدت إمبراطوريتها إلى الإكوادور وتشيلي والأرجنتين والبيرو، كان يتم التضحية بأجمل الأطفال للآلهة، لاعتقادهم أن الأطفال أكثر نقاءً من غيرهم، وكانت هذه التضحية عاملاً أساسياً في سياسة الإمبراطورية الموحدة ونظامها الاجتماعي والاقتصادي.

في بابل

كانت بابل من أقوى الحضارات في العالم القديم، وكانت تقام مهرجانات النار السنوية التي يتم فيها التضحية بالأطفال للإله آنو، مصدر كل السلطات في بابل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top