وجعل الله الكعبة، بيت المقدس، مكانا يعظمه الناس في دينهم ودنياهم. وبذلك يتم إسلامهم، وترفع أوزارهم، ويمنحون عطايا عظيمة وحسن نية كثيرة، ونتيجة لذلك. وإنفاق الأموال أولى العرب اهتماماً كبيراً بالكعبة قبل الإسلام، وهذا ما أبرزه المؤرخون والكتاب.
وبحسب كتاب محمد لطفي جمعة، ثورة الإسلام وأبطال الأنبياء، فقد وجدت بعض النصوص منقوشة في الكعبة؛ ومنها حرم إبراهيم عليه السلام: وهو بيت الله الحرام بمكة، ويتوكل الله على رزق قومه من اللحم والماء واللبن الأول بين قومه ولن يحله.
وقد وجد منقوشاً على حجر بخط لم يتأكد إسناده، ولعله أقرب إلى المسند والخطوط الصفوية لثمود: أنا الله صاحب مكة المكرمة وضعته يوم جعلت الشمس والقمر، وأحاطه بسبعة ملائكة حسناء لن يختفوا حتى تختفي غاباتهم 4 طوبى لشعبه في الجسد والماء.
وهذه هي نفس دعوة إبراهيم لابنه إسماعيل.
قال الأزرقي: ولكننا لا نعرف مكان هذا الحجر المنقوش، ولم يصلنا خبر إلا من حديث عن ابن عباس، وفي رواية مثل هذا عن مجاهد، وبعد واحد عن عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه عباد، أنه أخبره أنهم وجدوا في بئر الكعبة أثناء ذلك، وقد رد عليه كتابان صفر مثل بيض النعام، منها يقرأ المرء:
إن بيت الله الحرام هو الذي أمد شعبه بالعبادة. الأول في قومه لا يسمح بذلك.
والآخرون:
براءة أبناء فلان من العرب من حجهم.
وقد قيل إن بعض هذه الكتابة موجود بالسرياني، وليس لدينا عليه دليل إلا الرواية، وأكثر رواته غير ثقات، ولا سيما مجاهد.
- الأعلى للثقافة: مصر وصربيا جسر ثقافى ممتد منذ 116عامًا
- المحمل والحج.. مراسلات بين مصر والمملكة العربية السعودية
وروى جد الأزرقي عن عثمان بن إسحاق قال: زعم ليث بن أبي سليم أنهم وجدوا حجرا في الكعبة أربعين حجة قبل بعث النبي صلى الله عليه وسلم (عام الفيل) إن كان ما ذكر لي صحيحا (كما في هذا التنبيه) فإنه مكتوب: من زرع خيرا حصد سعادة. الأعمال كما لا يُقطف العنب من الشوك “.
كانت الكعبة قبل الإسلام تستمد قوتها من داخلها لأنها كانت تضم الأصنام.
ووصل احترام قريش للكعبة إلى حد أنها غطتها بالحرير الذهبي والمخمل الثمين والسجاد الغالي الثمن المعرق بالخيوط المنسوجة والدانتيل. وقد جلبوا لها الأغطية الفاخرة من اليمن ومصر والشام والعراق، وقصور الطائف الفخمة وحدائقها الوارفة، وما زالت إلى يومنا هذا تحتوي على حدائق وكروم، ويعتبر ثمرها من أجمل وأحلى الثمار. وبلغت الثروة ذروتها في عصور ما قبل الإسلام، فقد مارسوا الأعمال المصرفية، وفضلوا استثمار أموالهم في تجارة الإبل والأغنام والأقمشة والمعادن والجلود والعطور والأفوكادو والأصباغ، الأحجار الكريمة والصوف والحرير والمجوهرات والملابس والفساتين المنسوجة في مدن تنس والبصرة ودمشق، والمجوهرات التي جلبت من ممفيس وهيرموبوليس، والعاج وريش النعام من الحبشة والسودان، والأخشاب الثمينة من صور وصيدا، ولبنان.