خالد دومة يكتب: التعصب – اليوم السابع

وليس هناك ما هو أضر بالإنسان والعقل البشري من التعصب الذي يحمل معه كل الحقد والبغضاء والتعصب والرجعية. المتعصبون هم الأشخاص الأقل معرفة بالإنسان وطبيعة الإنسان التي خلقه الله بها، وطبيعة الحياة الذين يرفضون أن يصنعوا الإنسان آلات وأصنام، ولا ينتجون إلا أفكارًا متشابهة، واحدة منها تساوي أكثر من آلاف. صمت دائم يشبه الموت، لا جديد تحت عقوبة الشمس. الذي يأتي ويجلس على الأرض. لا يتغير ولا يتغير، ولكنه يوم يعيد نفسه، ولا نهاية إلا ضربة واحدة وإيقاع واحد. فالمتعصبون، المنغمسون في الصمت والعادة، ليس لديهم فكر مثمر. ولا يعرفون معنى الحياة ماذا يجب أن يكون وماذا سيكون، ونشأ مساره في لون باهت من الحياة، كسالى وبلا علم، يختبئون في الكهوف، لا يخرجون إلى النور، وأهلهم العقول لا تلامس أشعة الشمس، لتنير ملامح الحياة، تغوص فيه… ليل أبدي تفقد قلوبهم كل معنى، إلا معنى واحد، من أجل ستار أسود تكمن وراءه الحياة الحقيقية في بلادنا يجعل التعصب يضعفنا ويحولنا إلى شعب خفافيش، ويظلمنا الأرض، ويضعنا في أسفل الأمم، ونصبح متعصبين للتعصب بكلمات وأفكار غبية مدمرة مصدرها الجهل المطلق الذي منذ القدم في بلادهم النفوس والقلوب، اليسار. ليس لدينا منفذ للضوء. إنه يتسلل إلينا، فينكشف هذا الظلام الأبدي. جاء الإسلام ليحطم التعصب فوق رؤوس العرب الذين يقدسونه ويعطونه المكانة الأولى في حياتهم، وجاء الصراخ والصراخ به في كل وجه ليحرمهم ظلمة التعصب، ونور الحياة الحقيقية ليعطيهم الحياة. فرصة للمساحات الحقيقية التي تفهم الإنسان وتكن له كل التقدير، بغض النظر عن أصله وموسمه، فلا مكان للثروة أو لقوة الرجل، بل هي ملك للإنسان وله التقدير في كل زمان ومكان. لقد كان.

وعندما تكشف لهم عيوبهم الفكرية وأخطاءهم في طرقهم وطرق تفكيرهم، فإنهم يجعلونك أول من يكره ذلك. لا يجيدون الاستنباط، وليس لديهم القدرة على التفكير العلمي الصحيح.

كثيراً ما يبرر الإنسان لنفسه كثيراً من الحماقات التي يرتكبها. فلا يريد الإنسان أن يظهر أمام نفسه بشيء يخجله أو يقلل من مكانته. ويختلق الأعذار التي يريح بها نفسه وضميره، فهو يخدع نفسه قبل أن يخدع غيره، ويخدع نفسه قبل أن يخدع غيره.
إن محاولة خداع الناس وتضليلهم عن حقيقة الشخص قد تؤدي في النهاية إلى خداع نفسك وخداع نفسك.
العقل الذي لا يؤمن إلا بذاته ليس إلا تطرفا، والتطرف ليس إلا عقلا يؤمن برأي واحد فقط ولا يؤمن بأي شيء آخر، والذي إيمانه هو إيمان اتباع الفكر الحر المتوازن عندما يكون إيمانه بالآخرين ثابتا. وأفكاره مهما كانت ومهما كانت هي مجرد أفكار قابلة للتغيير والتحول إلى الصواب والخطأ. هناك فكرة على الأرض مفتوحة للحوار. النقاش والإيمان به والكفر به لا توجد فكرة ثابتة لا ينقصها السند المنطقي. وهذا هو أساس النقد والتقصير للآخرين. “يجب أن يكون للفكرة جمهور يؤمن بها وآخر لا يؤمن بها مهما علا الاختلاف والتشعب. الفكرة عالم كبير فيه ألوان وأشكال واتجاهات ومسألة اختلاف” اعتقاد شخص واحد في فكرة ما قد تتذبذب أو تتلاشى في وقت معين، أو قد تصبح عكس ذلك. ولذلك فهو لا يؤمن بما آمن به بالأمس. وقد يعتقد بعض الناس في بعض المبادئ، ثم يختلفون في الفروع، فتتكاثر الفروع ويختلفون فيها، فيصير أصل فروع أخرى، والمادة الواحدة لها أصل واحد. ويتفرع إلى مئات الفروع، وبين الأصل والأصل، والأصل والفروع، يتجدد التشابه والاختلاف وتظهر قضايا أخرى. ولعل الاستقرار الوحيد هو في التغيير المستمر، فالخلاف أمر طبيعي. إنسانية سليمة في كل أمة تؤمن بالإنسان وطبيعته هذا الكم الكبير من الاختلافات في شؤون الدنيا الخلافات أكثر جدية وأوسع، فلا مجال لدفعها أيضاً. فالأجساد لها أي قدرة على إرهاب الروح بينها وبين داخلها. ودواخله
وقبولها هو قبول الحياة، والجهل بها هو جهل بالحياة الحقيقية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top