نواصل سلسلة مقدمات الكتب ونتوقف اليوم مع كتاب “مخطوطات البحر الميت وجمعية قمران” للأسد رستم ما قاله:
- حسين حمودة يشارك بندوة "حرافيش نجيب محفوظ" في معرض أبو ظبى للكتاب
- نشروا لك.. إنها تتراءى لى وظلال السرد أبرز الإصدارات
- احتفالية بجامعة المنصورة لمرور 125 عامًا على ميلاد رسام الكاريكاتير صاروخان
- حسين حمودة يشارك بندوة "حرافيش نجيب محفوظ" في معرض أبو ظبى للكتاب
- مقتنيات المتحف المصرى.. شاهد تمثال رمسيس الثاني طفلاً مع المعبود حورون
- مارسيل خليفة وبيت فلسفة الفجيرة يقدمان أوبرا "جدارية" من أشعار محمود درويش
مقدمة
لا أذكر بالضبط متى بدأ اهتمامي بنصوص العهد القديم، لكن أذكر أنني عندما قرأت نص الحوار الذي دار في القرن الثاني بين القديس يوستينوس الشهيد وتريفون اليهودي في أفسس، لفت انتباهي وقد لفت انتباه تريفون ادعاء الآباء بأن الآباء غيروا نصوص العهد القديم. ولإثبات ما قالوا، اكتفيت حينها بالقول: إن الكلمة المتجسد لم يكن بحاجة إلى وقت لتغيير النصوص لإثبات رسالته، وأن اليهود لا بد أنهم قرأوا نفس النصوص التي أشار إليها السيد، والرسل وأتباعه. وقرأها الرسل والآباء، ويخفي أن أقدم النسخ العبرية كانت لا تزال من آثار القرن العاشر في ذلك الوقت، وأن بردية ناش وما شابهها التي يعود تاريخها إلى ما قبل المسيح، وهي أجزاء صغيرة من النصوص لا يمكن الاعتماد عليها كثيراً، وأما الترجمات اليونانية واللاتينية، مثل المخطوطة السينائية والمخطوطة الفاتيكانية، فهي ترجمات مسيحية لا تفيد في مناقشة المسألة. للإحلال، وهي متأخرة نسبياً، لا يعود تاريخها إلى ما قبل القرن الرابع الميلادي. لكن الآن بعد أن عثرنا على “مكتبة” دينية عبرية كاملة يعود تاريخها إلى القرنين الأخيرين قبل الميلاد والقرنين الأولين الميلاديين، وبفضل ما اكتشفه العلماء في محيط البحر الميت، أصبحنا أقرب بكثير إلى اتخاذ قرار بشأن حالة التبديل مما كنا عليه بالأمس.
- احتفالية بجامعة المنصورة لمرور 125 عامًا على ميلاد رسام الكاريكاتير صاروخان
- حسين حمودة يشارك بندوة "حرافيش نجيب محفوظ" في معرض أبو ظبى للكتاب
ولكن لم يكد العلماء نفضوا الغبار عن أدراج هذه المكتبة، وشرعوا في قراءة نصوصها، وقراءة تراث اليهود الذين عاصروا الرب والرسل، حتى أطلق بعض المتسرعين أنفسهم واختاروا لأنفسهم ما يتوافق مع ذلك. إلى فلسفتهم المادية أو ما سعوا إليه من الشهرة الفورية. فقالوا: “إن أصحاب هذه السلالم كان لديهم “معلم صالح”، وأن هذا المعلم صلب ومات وقام من بين الأموات، وأنه لا يوجد شيء جديد في حياة المسيح!”. وقد ضل بعض تجار الصحف والنشر مع هؤلاء على طرق الباطل. لقد قاموا بتزيين وتزيين أنفسهم للبيع وتحقيق الربح. وطعنوا في علماء الكنيسة واتهموهم بالجبن والخوف. البضاعة كالثياب الممزقة، إذا لبست من جانب تمزقت من الجانب الآخر! لكن العلماء من رجال الكنيسة، وخاصة آباء مدرسة علوم الكتاب المقدس في المدينة المقدسة، لم يهتموا بهذا الأمر. بل شمروا عن سواعدهم جديًا وشاركوا في أعمال كشف النصوص المنزلة وإثباتها بثقة وجرأة.
وتكاثرت الكتب والأعمال على درجات البحر الميت، حتى وصلت في عشر سنوات (1948-1958) إلى ثلاثة آلاف أو أكثر، وظهرت بكل لغات الغرب، لكن لم يظهر شيء من نوعها باللغة العربية قبل القرن السادس عشر. عام 1957. على الرغم من أننا لا القس جيمس ويلبي، السيد. ابراهيم مطر و د. وأنيس فريحة ينفي فضلهم في المنشور الذي نشروه في نفس العام عن “مخطوطات البحر الميت وجماعة قمران”، ولم نجد فيه شيئا. مما يروي عطش المؤمن والعالم في نفس الوقت.
وقد شاهد صاحبنا العلامة الأب جورج فاخوري بولسي مدير مجلة المسار هذا الموضوع نفسه. ولم يتجاهل ذلك طرفة عين. وشجعنا على كتابة هذه الرسالة وأهدى نشرها لقراء المسرة والشهيد تمجد معه بعد ألف وثمانمائة سنة المسيح ملكنا والله لا يموت مؤكدا أن تريفون وأتباعه كانوا ولا زالوا اليوم في ضلال مبين.
مخطوطات البحر الميت