سفاح التجمع والقتلة المتسلسلون.. هل سمعت عن جماعة الخناقين؟

ولا تزال قصة القاتل الجماعي الذي ارتكب سلسلة من الجرائم الغريبة بشكل متسلسل، تثير الرعب في الشارع المصري، لأن هذا النوع من الجرائم لا يعرفه المصريون، لكن العالم عرف الكثير من هذه الجرائم. هل سمعت من قبل عن جماعة “الخانقين”؟

يقول كتاب “هوايتي القتل.. كيف يفكر القتلة المتسلسلون” للكاتب محمد أمير:

قد يكون مصطلح القاتل المتسلسل شيئاً جديداً، لكن في التاريخ هناك من يضاهي بشاعة القتلة المتسلسلين ويتفوق عليهم من حيث عدد الضحايا، وبالطبع فإن القتل لا يعرف بلداً أو جنسية، فهو طبيعة موروثة في البشرية منذ أن قتل قابيل أخاه، وها نحن نطير في رحلة إلى أقصى شرق قارة آسيا وتحديداً في الهند بين عامي 1704 و1809، تحمل اسم تنشأ عصابة من القتلة، ومنها جاء مصطلح “Thuggee”، وتسمى “Thuggers” باللغة الإنجليزية، ونحن هنا نتحدث عن عصابة كاملة من القتلة المتسلسلين، وهو أمر غريب عن جرائم القتل التسلسلي ومن المعروف أن جرائم القتل التسلسلي من قبل شخص واحد إلى يتم إعدام أربعة أفراد كحد أقصى، لكن هنا نرى عصابة كاملة، طائفة اخترعت القتل المتسلسل، يقودها زعيم يدعى “توج بهرام”.

الدفتيريا

على مر التاريخ عملت هذه الطائفة على قطع الطرق وخنق المسافرين عبر الهند، وعلى مر القرون نشطت تحركات هذه الطائفة وتزايد عددها، وانضم إليها أشخاص محظورون، حتى غير الهندوس، وكانوا مصدر قلق دائم إلى جميع سكان الهند، إذ كانت هذه الطائفة شديدة السرية، وقاموا بمطاردة العديد من المسافرين وسلبوهم وخنقوهم ثم دفنوهم. لقد كانوا حذرين للغاية، ولم يتم الكشف عنهم في ذلك الوقت، إلا أن جهود بعض حكام الهند لتعقبهم والقبض عليهم باءت بالفشل، حيث تم اكتشاف جرائمهم. وبعد فترة طويلة أصبح من الصعب على المحققين البحث، وتحركوا في سرية تامة، ولأن الأمر ناشئ عن معتقد ديني، فقد أبقوا تحركاتهم واعتداءاتهم سرية، على الرغم من اعتقال شخص أو شخصين بين الحين والآخر، وقاموا ولن يعترفوا تحت أبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي. لقد حاولوا وفشلوا مرات عديدة. كان من السهل الإمساك بهم.

كانت خطط هجوم المشنقة معقدة للغاية، وتم تنفيذها بخطوات مدروسة بعناية حتى لا يتم اكتشافها أبدًا.

الخطوة الأولى هي جمع المعلومات. وكانوا يوزعون أبناء الطائفة على الناس في الأسواق والفنادق والحمامات والشوارع وغيرها. واستمعوا بانتباه إلى أخبار القوافل والمسافرين والمعلومات الضرورية عن كل منهم. وكان الخانقون يفضلون الأغنياء، ولذلك كان عليهم أن يحددوا كيف كانت حياة كل فرد. معرفة كل شيء عن الضحية، كل تحركاته. وكان معارفه متنكرين في هيئة متشردين أو معاقين أو متسولين أو حتى ضيوف فندق أو تجاريين.

لقد استمعوا لكل شيء ضال بين القوافل والمسافرين حتى يتمكنوا من تحديد أسهل قافلة يمكن سرقتها. كانوا يستمعون إلى التجار، وحراس القوافل، والسائقين، والمرشدين، ثم يقومون بتنقيح القائمة قليلاً. قليلاً حتى وضعوا أعينهم على قافلة معينة.

ثم تبدأ المرحلة التالية، والتي يتم فيها اختيار بعض الأفراد من الطائفة للتسلل إلى القافلة بأي شكل كان. تجدهم أحيانًا كبعض المسافرين، وأحيانًا كبعض الحجاج، وأحيانًا كتجار، أو حتى كرجال دولة وحكام حتى يأخذون زوجاتهم وأطفالهم يروون القصة، ثم يختلطون بالناس ويتبادلون الأحاديث بينهم ويكوّنون صداقات. حتى يثق المسافرون بتلك المجموعة، ثم المرحلة التالية، وهي بقية أفرادها. وكانت الطائفة ترافق القوافل ولكن سراً دون إزعاجها. الشك من الخلف يتتبع آثارهم. وكان البلطجية يحددون النقاط المهمة على الطريق التي أطلقوا عليها اسم “بيلي” ويختارونها بعناية، حيث كانت مليئة بالكهوف والمنحدرات والمسارات، والأماكن التي يمكنهم إخفاء الطريق فيها. الجثث بعد قتلهم، كانت مناطق مهجورة خالية من الناس حتى يستمتعوا بإخفاء أعضاء الطائفة فيها بانتظارها.

وعندما تكتمل جميع النقاط، ويأتي الليل بظلمته وهدوءه، ترسل المجموعة المتحصنة في القافلة إشارة الاستعداد إلى بقية المجموعات عن طريق سحابة صغيرة من الدخان يرسلونها إلى بقية الفريق. ليروا، حتى يستعدوا لساعة الصفر ويستعدوا للاصطدام والهجوم، وعندما يرسلون الإشارة، المجموعة التي تطبل في القافلة وتغني فجأة بأي تظاهر وبصوت عالٍ، لتركيزهم على ماذا خططوا لهم سراً، ليصرفوا أبصارهم. ماذا يحدث بعد ذلك تتسلل المجموعة الثانية التي تتبعهم إلى القافلة. يحيطون بهم ولا يتركون لهم أي وسيلة للهروب. ثم يهاجم المشنقة المسافرين ويبدأ بخنقهم، ولا يترك لهم سوى جثث هامدة. حتى يقتلوهم تماماً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top