واستمرارًا لسلسلة مقدمات الكتب، نتوقف عند كتاب “عالم أينشتاين: كيف غيرت رؤى ألبرت أينشتاين إدراكنا للزمان والمكان” تأليف ميشيو كاكو، ترجمة شهاب ياسين.. فماذا جاء في المقدمة؟
- قصور الثقافة تشارك بمنتجاتها الحرفية في الدورة السادسة لمعرض "تراثنا".. صور
- مقتنيات المتحف المصرى.. نقوش تجسد طقوس عبادة الآلهة حتحور
- حفل لمناقشة وتوقيع "رحم العالم أمومة عابرة للحدود" لـ شيرين أبو النجا
مقدمة: نظرة جديدة على تراث ألبرت أينشتاين
إنه البروفيسور العبقري الغائب ألبرت أينشتاين، صاحب النظرية النسبية، والشخصية الشهيرة المنطبعة في أذهاننا جميعاً إلى الأبد؛ بشعره الأشعث، وقدميه الخاليتين من الجوارب، وسترته الفضفاضة، وغليونه، وإلهائه عما حوله. وكتب عنه كاتب السيرة دينيس بريان وقال: “لقد اقترب من نجوم الفن مثل إلفيس بريسلي ومارلين مونرو، وظهر وجهه الغامض على البطاقات البريدية وأغلفة المجلات والقمصان وعلى الملصقات الرائعة والملفتة للنظر. حتى أن أحد ممثلي الإعلانات في بيفرلي هيلز استخدم صورته في الإعلانات التلفزيونية، وهو الأمر الذي لم يكن أينشتاين ليوافق عليه.
يعد أينشتاين أحد أعظم العلماء في تاريخ البشرية جمعاء، وإسهاماته تجعل منه مكانة علمية كبيرة تساوي إسحاق نيوتن. ولم يكن مفاجئاً أن تختاره مجلة التايم رجل القرن الماضي. في الواقع، يعتبره العديد من المؤرخين واحدًا من أكثر مائة شخصية تأثيرًا في الألفية الماضية.
وبسبب هذه المكانة التاريخية، هناك أسباب كثيرة تدفعنا إلى إعادة اكتشاف قصة حياته. أول هذه الأسباب هو أن نظرياته عميقة وثاقبة لدرجة أنه حتى التنبؤات التي أطلقها منذ عقود مضت لا تزال تتصدر عناوين الأخبار، لذلك من المهم محاولة فهم جذور هذه النظريات.
ومع ظهور تقنيات وأجهزة لم تكن موجودة في عشرينيات القرن الماضي (مثل الأقمار الصناعية، وأشعة الليزر، والحواسيب الفائقة، وتكنولوجيا النانو، وكاشفات موجات الجاذبية) القادرة على سبر أبعد أقاصي الكون وإلى أعماق الغوص الذري، فازت تنبؤات أينشتاين جوائز نوبل لصالح علماء آخرين. واليوم، حتى الفتات من مائدة أينشتاين يفتح آفاقًا جديدة للعلم. مثال على ذلك جائزة نوبل عام 1993، التي ذهبت إلى اثنين من علماء الفيزياء اللذين أثبتا بشكل غير مباشر، من خلال تحليل حركة النجوم النيوترونية المزدوجة في السماء، وجود موجات الجاذبية التي تنبأ بها أينشتاين عام 1916، وأيضا جائزة نوبل عام 2001. والتي فاز بها ثلاثة علماء فيزياء بعد أن تأكدوا من وجودها تسمى تكاثف بوز-آينشتاين، وهي حالة فيزيائية جديدة تتواجد بالقرب من الصفر المطلق والتي اكتشفها أينشتاين في العام المتوقع 1924.
- إعلان الفائزين بمسابقة الملتقى العربى لرواد الكاريكاتير
- في مثل هذا اليوم.. تمثال الحرية يصل إلى ميناء نيويورك عام 1885
الكون اينشتاين
- شاهد القاعة الرئيسية بالمتحف المصري قبل 122 عامًا
- قصور الثقافة تشارك بمنتجاتها الحرفية في الدورة السادسة لمعرض "تراثنا".. صور
- مقتنيات المتحف المصرى.. نقوش تجسد طقوس عبادة الآلهة حتحور
ويوما بعد يوم، يستمر تأكيد العديد من هذه التوقعات؛ الثقوب السوداء، التي كانت تُعتبر ذات يوم جانبًا غريبًا من نظرية أينشتاين، تم رصدها الآن بواسطة تلسكوب هابل الفضائي والتلسكوب الراديوي ذو المصفوفة الكبيرة جدًا. كما تأكد وجود الحلقات والعدسات التي تنبأ بها أينشتاين، وأصبحت اليوم أدوات أساسية يستخدمها علماء الفلك لقياس الأجرام السماوية التي لا ترى بالعين المجردة.
وحتى “أخطاء” أينشتاين تعتبر الآن مساهمات كبيرة في معرفتنا بالكون. وفي عام 2001، وجد علماء الفلك دليلاً قوياً على أن “الثابت الكوني”، الذي يُعتقد أنه الاضمحلال الكبير لأينشتاين، يحتوي في الواقع على أكبر تركيز للطاقة في الكون، وأنه سيحدد المصير النهائي للنظام الكوني نفسه. ولذلك، ومن الناحية التجريبية، فقد حدث “إحياء” لإرث أينشتاين، بعد أن تراكمت أدلة كثيرة على صحة تنبؤاته.
السبب الثاني الذي يدفعنا إلى مراجعة قصة حياة هذا الرجل هو أن الفيزيائيين اليوم يعيدون تقييم ما تركه لنا، وخاصة طريقة تفكيره. في حين ركزت الأدبيات الحديثة حول سيرة أينشتاين على البحث في دقائق حياته الخاصة بحثًا عن أدلة قد تشير إلى الأصول التي استمد منها نظرياته، فإن علماء الفيزياء اليوم مقتنعون بشكل متزايد بأن نظريات أينشتاين لم تكن مبنية على حسابات معقدة (ناهيك عن نظرياته). الحياة العاطفية) بقدر ما كانت مبنية على صور جسدية بسيطة ودقيقة. كان رأي أينشتاين دائمًا هو أن أي نظرية جديدة لا تعتمد على صورة مادية بسيطة بما يكفي لفهمها لطفل صغير ربما لا قيمة لها.
- شاهد القاعة الرئيسية بالمتحف المصري قبل 122 عامًا
- الكاتب خليل الجيزاوي يكشف سرقة لوحة "عاش هنا" لـ عبد التواب يوسف وزوجته
ولذلك سنستخدم في هذا الكتاب هذه الصور التي هي نتاج خيال أينشتاين العلمي، كمرجع أساسي نصف من خلاله أعظم إنجازاته العلمية وطريقة تفكيره.
يتناول الجزء الأول من الكتاب الصورة التي تخيلها أينشتاين لأول مرة عندما كان في السادسة عشرة من عمره: كيف سيبدو شعاع الضوء إذا مر عبره. هذه هي الصورة التي استوحاها من أحد كتب الأطفال التي قرأها، واستطاع من خلالها حل لغز التناقض الأساسي بين اثنتين من أهم نظريات الزمن، وهما نظرية القوى لنيوتن، ونظرية القوى لماكسويل. . نظرية الحقول والضوء. وأثناء بحثه في هذا الأمر، أدرك أن إحدى هاتين النظريتين العظيمتين لا بد أن تفشل، وهو ما حدث بعد نظرية نيوتن. وفي الواقع نجد، بطريقة أو بأخرى، أن النسبية الخاصة برمتها (النظرية التي كشفت أسرار النجوم والطاقة النووية) متضمنة في هذه الصورة.
ويعرض الجزء الثاني صورة أخرى تخيل فيها أينشتاين الكواكب كأحجار رخامية تتدحرج على سطح منحنى يتمركز في قلب الشمس، في محاولة لشرح فكرة أن الجاذبية تنشأ من انحناء المكان والزمان. ومن خلال استبدال انحناء السطح الأملس بقوى نيوتن، تمكن أينشتاين من التوصل إلى مفهوم جديد ومبدع تمامًا للجاذبية. في هذا المفهوم الجديد، كان يُنظر إلى “قوى” نيوتن على أنها وهم ناتج عن انحناء الفضاء نفسه. هذه الصورة البسيطة ستعطينا في النهاية الثقوب السوداء، ونظرية الانفجار الكبير، وحتى المصير النهائي للكون نفسه.
أما الجزء الثالث فلا يتناول أي صور، بل يركز على فشل أينشتاين في التوصل إلى رؤية تؤدي إلى “نظرية المجال الموحد”، وهي الرؤية التي ستمكن أينشتاين من البحث في قوانين المادة والطاقة التي امتدت إلى قسمين. ألف سنة. في ذلك الوقت، بدأ حدس أينشتاين بالفشل، لأنه في تلك السنوات كانت المعرفة بالقوى المتحكمة في النواة والجسيمات دون الذرية شبه معدومة.
- حفل لمناقشة وتوقيع "رحم العالم أمومة عابرة للحدود" لـ شيرين أبو النجا
- قصور الثقافة تشارك بمنتجاتها الحرفية في الدورة السادسة لمعرض "تراثنا".. صور
- شاهد القاعة الرئيسية بالمتحف المصري قبل 122 عامًا
ومع ذلك، فإن نظريته غير المكتملة وبحثه الدؤوب لمدة ثلاثين عامًا عن “نظرية كل شيء” لا تعتبر بأي حال من الأحوال فاشلة، على الرغم من أن هذا لم يتجلى إلا في السنوات الأخيرة. اعتقد معاصروه أنه كان يطارد الوهم، وحتى أبراهام بايس، الفيزيائي وكاتب سيرة أينشتاين، كتب عن ذلك مع الأسف: “على مدى الثلاثين عامًا الماضية كان نشطًا في البحث، ولو كان قد أنفقها بدلاً من ذلك في الصيد” ولولا ذلك لما نقصت شهرته بل كانت لتزداد». والمقصود بذلك أن إرثه كان سيكون أعظم لو أنه قرر اعتزال الفيزياء عام 1925 بدلا من 1955.
- شاهد القاعة الرئيسية بالمتحف المصري قبل 122 عامًا
- "الحسين ثائرًا.. شهيدًا".. كيف تناول عبد الرحمن الشرقاوى سيرته بعمل أدبى؟
- متخصصون بمهرجان الشارقة: الأطفال لديهم وعي عالٍ وذكاء لا يجب الاستهانة به
ولكن مع ظهور نظرية جديدة تسمى “نظرية الأوتار الفائقة” أو نظرية M في العقد الماضي، أعاد الفيزيائيون تقييم أعمال أينشتاين الحديثة وإرثه ككل، مثل البحث عن نظرية المجال الموحد التي افترضها والتي أصبحت الحل الأمثل. محط اهتمام الفيزيائيين، وبدأ اكتشاف العرق. تعتبر “نظرية كل شيء” الشغل الشاغل لجيل جديد من العلماء الشباب الطموحين، وقد أصبحت نظرية التوحيد هي الفكرة السائدة في الفيزياء النظرية اليوم بعد أن كان يعتقد أن قبولها سيعني نهاية الحياة العملية. للفيزيائيين القدماء.
- في مثل هذا اليوم.. تمثال الحرية يصل إلى ميناء نيويورك عام 1885
- مقتنيات المتحف المصرى.. نقوش تجسد طقوس عبادة الآلهة حتحور
- الكاتب خليل الجيزاوي يكشف سرقة لوحة "عاش هنا" لـ عبد التواب يوسف وزوجته
- إعلان الفائزين بمسابقة الملتقى العربى لرواد الكاريكاتير
- قصور الثقافة تقيم مؤتمر "المشهد الثقافي وتجلياته في الإسماعيلية".. الأربعاء
- في مثل هذا اليوم.. تمثال الحرية يصل إلى ميناء نيويورك عام 1885
وآمل من خلال هذا الكتاب أن ألقي نظرة جديدة ومختلفة على أعمال أينشتاين الرائدة، وربما أن أقدم وصفًا أكثر دقة للإرث الذي تركه لنا من المنظور البعيد للصور المادية البسيطة. هذه الأفكار والرؤى هي التي غذت الجيل الحالي من التجارب الجديدة والمبتكرة التي تجرى في الفضاء الخارجي وفي مختبرات الفيزياء المتقدمة، وهي التي تدفع الأبحاث المحمومة إلى تحقيق أعز آمالها، وهو العثور على “نظرية كل شيء”. ” أعتقد أن هذه هي الطريقة التي كان يفضل أن يتعامل بها مع حياته وأعماله.