ابن خلدون.. جانب من حياته وأفكاره ورؤيته في العمران الإنساني

ابن خلدون معروف في كل مكان، ويعترفون بعلمه وقوة ملاحظته وتاريخه الطويل في العلوم الإنسانية، وينسب إليه الكثيرون أسس علم الاجتماع، ويجمع الغرب على رحلته إلى مصر واستيطانه هناك. ومن أهم العوامل التي وسّعت خبرته وزادت معرفته.

وكلنا نعلم أن ابن خلدون ولد في تونس يوم 27 مايو 1332م، الموافق 1 رمضان 732هـ. وسافر إلى بلدان كثيرة وانتقل إلى مصر حيث عينه السلطان برقوق على منطقة المالكي.

أما عن كتبه ومؤلفاته، كما ورد في كتاب (حياة ابن خلدون وأمثلة من فلسفته الاجتماعية) لشيخ الأزهر الأسبق محمد الخضر حسين، فللابن الخطيب بعض ما يسمى بمصاحف ابن خلدون . في كتاب (الإحاطة). قال:

وقد قدم شرحا رائعا عن البردة، مما يدل على انفتاحه ومهارة الفهم وسعة الذاكرة. طريقة مفيدة في المنطق، لخص ما توصل إليه الإمام فخر الدين الرازي، وصنف كتابا في الحساب.

قال صاحب كتاب نفح الطيب بعد أن نقل ما جاء في الإيجاز عن المقدمة لابن خلدون: هذا كلام لسان الدين فيما يتعلق بمن ذكر في أصوله ووسائل علته، فكيف لو كان شاهد تاريخه العظيم؟!

ومما قاله المقريزي في وصف مقدمة هذا التاريخ: وإنه لشرف عظيم للمجتهد أن يحصل على مثل له. فهو ليس إلا زبدة المعرفة والعلم، ومتعة الفطرة والفهم السليم، فهو يحدد طبيعة الأشياء، ويعرف حقيقة الأحداث والأخبار، ويعبر عن حالة الوجود، ويتنبأ بأصل كل ما هو موجود. بكلمة أجمل من اللؤلؤ المقفى، وألين من الماء الذي يجري فيه النسيم.

وقد ترجمت هذه المقدمة إلى لغات أخرى منها التركية والإيطالية والفرنسية، وكانت من الآثار العربية التي رأى الغربيون من خلالها كيف تطورت الأفكار التي نشأت في معاهد العلوم الإسلامية حتى استطاعت النظم الاجتماعية وأساليب الإصلاح فحص، بطريقة رائعة وطريقة حكيمة.

ومن أهم أفكار ابن خلدون

يقول محمد الخضر حسين: إن ابن خلدون له آراء سامية في المجتمع والسياسة، استمدها من دراساته الواسعة في التاريخ وملاحظاته أثناء الرحلة. كما انتقل بين الأمم ودخل في أحشاء الأمم. وسنقدم لكم أمثلة من فلسفته الاجتماعية التي تتعلق بمشروع جمعية أدبية مثل جمعية التعاون بين مجتمعات شمال أفريقيا.

المهزوم يحب تقليد المنتصر

يقول ابن خلدون: المغلوب “يحب دائمًا تقليد المنتصر في شعاره وزيه ونحلته وسائر الأحوال والعادات”.

الأمة المهزومة سوف تهلك بسرعة

يقول ابن خلدون: “إذا هُزمت أمة وملكت غيرها، فإنها سرعان ما تهلك”.

وهي احتياجات إنسانية من وجهة نظر ابن خلدون

حاجة الإنسان إلى التنشئة الاجتماعية والتحضر

الإنسان بطبيعته مخلوق اجتماعي مدني، وقوته وأمنه لا تتحقق بقدراته الشخصية، فهو يحتاج إلى التضامن الجماعي مع أخيه الإنسان ليحافظ على استمراريته وبقائه وقوته. هذا النسيج الاجتماعي بحسب ابن خلدون هو “الملك”.

حاجة الإنسان إلى دولة لتنظيمه وتطويره

تعتبر الدولة الحارس الوحيد لاستقرار العمران، والمجتمع الإنساني يتحول في مركزه إلى عامل استقرار العمران والحارس لوجوده، ولكنه عنده أيضاً الدولة كامتداد زماني ومكاني يعتبر لطائفة معينة.

كفاءة التحضر ودور العصبية في السيطرة عليه

ولم يتفق الباحثون على أن نص ابن خلدون كان مبنيا على العصبية، وأن وجهة نظره تركزت على بلاد المسلمين وكانت مصدر تفسيره للقوة التي حركت الحضارة والدولة غرض العصبية، عن علامات الملك وطبيعة الملك، وسائر مكونات العصبية، وأطوار الدولة والترف والخضوع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top