ماذا قال عن القضية؟.. نجيب محفوظ والكتابة عن فلسطين

المقابلات التي أجراها نجيب محفوظ لم تكن كثيرة العدد، لكنها كانت مؤثرة، عبر خلالها عن آرائه بوضوح، ومن بينها مقابلة تلفزيونية مع الشاعر فاروق شوشة، بثها التليفزيون المصري ولا تزال في أرشيف ماسبيرو موجودة.

قال الأديب الكبير الراحل نجيب محفوظ، في حواره مع الشاعر الراحل فاروق شوشة، إن الكتابة الروائية مرتبطة بالحياة والعيش المشترك، مبررا ذلك بأنه لا يكتب روايات كاملة عن فلسطين، لافتا إلى أن أفضل من كتب عن فلسطين، الكتاب الفلسطينيون. أنفسهم لأنهم الأكثر ارتباطاً بالقضية الفلسطينية بحسب من عاينوا وعاشوا أحداث وطنهم وواقعه وتجربته.

وأكد أن كتاباته كانت عن فلسطين شخصياً وكان لا بد من وجود عنصر التعايش لتحقيقها، مستعيناً بمثال همنغواي الذي كتب في إحدى مراحل حياته عن أوروبا لأنه عاش هناك، وأشار إلى أن التعايش ضروري من أجل تحقيق السلام. الرواية، وإذا لم يكن هناك وجود للتعايش، فلا مجال للكتابة الروائية.

ولد نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا في 11 ديسمبر 1911م في حي الجمالية بالقاهرة لأب موظف وأم ربة منزل. تقدم بطلب للحصول على درجة الماجستير في الفلسفة الإسلامية، لكنه لم يتمكن من إكمالها بسبب غزواته في البحث الأدبي. اختار أن يتفرغ للأدب، وكانت أعماله عبارة عن روايات وخدع فلسفية.

بدأ محفوظ رحلته في عالم الأدب من بوابة القصة القصيرة. نشر أولى قصصه في مجلة الرسالة عام 1936. روايته الأولى كانت “عبث القدر” والتي صدرت عام 1939. ثم أتبعه ب. الروايتين: «كفاح طيبة» و«رادوبيس» اللتان تتناولان الثلاثية رؤيته التاريخية.

من التاريخ إلى الواقعية، تحول أدب نجيب محفوظ. بدأ التركيز على الأدب الواقعي عام 1945م بروايات: «القاهرة الجديدة»، و«خان الخليلي»، و«زقاق المدق»، ثم اتجه بعد ذلك نحو الروايات الرمزية. كما في روايتيه: «الشحاذ» و«باقي وقتي ساعة» و«أولاد حينا» الأخيرة التي كانت سبباً لجدل طويل أدى إلى الهجوم عليه. الحياة بسبب التفسيرات الدينية للرواية التي لم تعجب المحافظين، لدرجة أنها ممنوعة من النشر لفترة طويلة.

لقد غيّر الروائي والأديب نجيب محفوظ خلال رحلته الأدبية الطويلة في رصد الحياة بشكل عام، سمات الحياة في القاهرة بشكل خاص. ليتحول إلى سمة ثابتة في تاريخ الرواية العربية وتاريخ مصر الحديث. ينتقل محفوظ خلال هذه الرحلة الطويلة عبر القصص والروايات ذات الطابع الفرعوني والتاريخي، حيث يرصد الأقدار، ومفارقات الحياة وعبثها وغموضها الغامض بطريقة تقترب من الأسئلة الفلسفية والتأملية في شكل روائي. كما في: مصر القديمة (1932)، همس الجنون (1938)، عبث الأقدار، رادوبس (1943)، صراع طيبة (1944).

بعد ذلك، انتقل محفوظ إلى التاريخ السردي، حيث صبغ رواياته الطويلة بواقعية جديدة، وكانت هذه من أروع مراحل محفوظ. سيبدع في رسم شخصياته ضمن أنماط اجتماعية معقدة وواقعية سحرية، فيشعل شعلة الأمل لشخصياته وقرائه، ثم يطفئها في وجه رياح الواقع العاتية ومأساته، كالبرق الذي يضيء ثم يختفي؛ تشوه المشاهد وتضطرب الأفكار. وبشكل عام، جاءت أعمال نجيب محفوظ الأدبية بمثابة تحفة رومانسية يمكن تفسيرها فلسفيا. .

حصل نجيب محفوظ على العديد من الجوائز والأوسمة، أهمها فوزه بجائزة نوبل الدولية للآداب عام 1988. ترجمت أعماله إلى جميع اللغات تقريباً وتعرض في مختلف الجامعات حول العالم وقت أصبحت أعماله كالذهب كلما قدمت أكثر كلما بحثنا فيها أكثر قيمة وجد معظمنا كاتباً وفيلسوفاً نادراً، دائماً في حياته التي أظهرت الخلود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top