ويعتبر محمود مختار من أهم الفنانين المصريين، كما أنه من رواد النحت، وهنا نتوقف عند إحدى روائعه وهو تمثال الخمسين، الذي أكمله عام 1929. ما يجسده هو امرأة ريفية ترتدي ثوباً واسعاً ووشاحاً على رأسها، تقاوم رياح الخمسين الغاضبة، بوشاحها وثيابها المتطايرة، تعبر بصعوبة كبيرة إلى الوراء في هذا الزمن النحت أكثر من الحديث عن المقاومة من الشعب المصري . لواقعها.
- أفروديت والفتاة المصرية.. الماضى والحاضر فى صالون الشباب
- ذكرى إطلاق أبولو 8 إلى القمر عام 1968.. ماذا فعل أرمسترونج ورفاقه؟
ووفقا لكتاب الفنون التشكيلية في جمهورية مصر العربية، للكاتب أناتولي بوغدانوف، الصادر عن المركز القومي للترجمة، يمكن اعتبار تمثال “الخمسين” نموذجا للتعبيرية القصيرة في فن محمود مختار، حيث المرأة المتعبة. تفاجأ بالعاصفة الرملية على الطريق، ورغم أنها تقف على قدميها بصعوبة بالغة، إلا أنها تتحرك بعزم وإصرار نحو هدفها المحدد… هنا، في مواجهة التشكيل اللطيف تم دفع الوجه واليدين والقدمين إلى الأمام، هناك خطة شديدة القسوة والقسوة. طيات فستان كبيرة. إن التناقض بين الأشكال غير المتجانسة في هذه الحالة يقودنا إلى الشعور بشكل أكثر حدة بتوتر وقوة الشخص الذي يواجه هجوم عنصر معاد أو كارثة ساحقة.
- اكتشاف مستوطنة من العصور الوسطى وأفران رومانية في وسط سلوفاكيا
- مسلسل عتبات البهجة.. يحيى الفخرانى وصلاح عبدالله يذكران قول الإمام الشافعى
ولد محمود مختار عام 1891، وأعطاه والده الشيخ إبراهيم العيساوي عمدة قرية “طنبر” بالمحلة الكبرى اسما مركبا وهو “محمود مختار”. وكان الأب قد بلغ الخمسين من عمره بعد وفاته، وخشيت الأم حدوث صراع مع أبناء الزوجة الثانية على الميراث، فأخذته مع شقيقتيه. ذهبت إلى مسقط رأسها قرية النشا بالقرب من المنصورة، وأدخلته في كتاب القرية، لكنه هرب من الكتاب إلى ضفة الترعة، وهو يتأمل فلاحات القرية وهم يمضون حياتهم. وكانت جراراتهم وتشكيل قطع الطين لعبته المفضلة، حيث صنع منها بعض الأشكال والتماثيل الساخرة البسيطة، كما يذكر الصحفي ماهر حسن في كتابه “محمود مختار”.
تمثال الخمسين” src=”https://img.youm7.com/ArticleImgs/2024/5/24/47504-Al-Khamseen-statue.jpg” style=”width: 550px; الارتفاع: 825 بكسل;” title=”تمثال الخمسين”>
تمثال الخمسين